فصل
وَالخِيَار سبعة
أَقْسَام: خِيَار مَجْلِس، فالمتبايعان بِالخِيَارِ ما لم يَتَفَرَّقَا
بِأَبْدَانِهِمَا عرفًا.
****
الخِيَار هُوَ: التروي بَين أَمْرَيْنِ
يَأْخُذ ما فيه الخَيْر مِنْهُمَا، وَالخِيَار فِي البَيْع عَلَى سبعة أنواع:
النَّوْع الأَوَّل: خِيَار المَجْلِسِ،
فَإِذَا تبايعا بأن حَصَلَ الإِيجَاب وَالقَبُول، وتوفرت شُرُوط البَيْع
السَّابِقَة، انعقد البَيْع، لَكِن ما داما فِي المَجْلِس فلكل واحدٍ مِنْهُمَا
الخِيَار؛ لأنه ربما يستعجل أَحَدهمَا ثُمَّ يندم، فيعطي الخِيَار لأجل أن ينظر ما
فيه مصلحته ويستدرك العَجَلَة الَّتِي وقع فِيهَا، وَالدَّلِيل عَلَى ذَلِكَ أن
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا
لَمْ يَتَفَرَّقَا، أَوْ يَقُولُ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ اخْتَرْ» ([1]) فَإِذَا تفرقا
بِأَبْدَانِهِمَا لَزِمَ البَيْع، إلا إن خير أَحَدهمَا الآخر عِنْدَ الفرْقَة،
فَحِينَئِذٍ يبقي الخِيَار لَهُ.
قَوْله: «فالمتبايعان بِالخِيَارِ ما لم يَتَفَرَّقَا بِأَبْدَانِهِمَا عرفًا» هَذَا لفظ الحَدِيث، «الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا» والمراد التَّفَرُّق بِأَبْدَانِهِمَا بأن يغادرا المَجْلِس الَّذِي حَصَلَ فيه العَقْد وأن يخرج من المَكَان فيلزم البَيْع، وَقَوْله: «عرفا» أي بما يعدُّه النَّاس افتراقًا؛ لأن الرَّسُول صلى الله عليه وسلم لم يحدد الافتراق، بل قَالَ: «مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا» وَلَمْ يحدد فيرجع فيه إِلَى عرف النَّاس، ما عَدُّوه تفرقًا تعلق به الحُكْم، وَمَا لم يعدوه تفرقًا، فإنه لا يعتبر.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد