وتملك الغَنِيمَة
بالاستيلاء عَلَيْهَا فِي دَار حَرْب،
****
فَاجْمَعُوا لِي حَطَبًا، فَجَمَعُوا، فَقَالَ:
أَوْقِدُوا نَارًا، فَأَوْقَدُوهَا، قَالَ: ادْخُلُوهَا، فَهَمُّوا وَجَعَلَ
بَعْضُهُمْ يُمْسِكُ بَعْضًا، وَيَقُولُونَ: فَرَرْنَا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله
عليه وسلم مِنَ النَّارِ، فَمَا زَالُوا حَتَّى خَمَدَتِ النَّارُ، فَسَكَنَ
غَضَبُهُ، فَبَلَغَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «لَوْ دَخَلُوهَا
مَا خَرَجُوا مِنْهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ»
([1]).
الغَنِيمَة، ما حَصَلَ
عَلَيْهِ المجاهدون من أَمْوَال الكُفَّار أَثْنَاء الجِهَاد من السِّلاَح،
والطعام، والدواب، وَهِيَ تقسم بَين المجاهدين، قَالَ عز وجل: ﴿وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّمَا
غَنِمۡتُم مِّن شَيۡءٖ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُۥ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ
وَٱلۡيَتَٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينِ وَٱبۡنِ ٱلسَّبِيلِ﴾ [الأنفال: 41]
فينزع الخُمُس لمصارفه المَذْكُورَة فِي الآيَة وَأَرْبَعَة الأَخْمَاس تقسم عَلَى
المجاهدين، للراجل سهم، وللفارس ثَلاَثَة أسهم، سهمان لفرسه وسهم لَهُ.
والغنيمة، هِيَ أحلّ الكَسْبِ، قَالَ عز وجل: ﴿فَكُلُواْ مِمَّا غَنِمۡتُمۡ حَلَٰلٗا طَيِّبٗاۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ﴾ [الأنفال: 69] جعلها الله حلالاً طيبًا؛ لأَِنَّهَا بِسَبَب الجِهَاد فِي سَبِيل الله فَهِيَ أطيب المكاسب؛ لطيب سببها، ولما فِيهَا من عز الإِسْلاَم وَالمُسْلِمِينَ، وإذلال الكفر وَالكَافِرين.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد