×
إِيضَاحُ العبَارَاتِ فِي شَرْحِ أَخْصَرِ المُختَصَراتِ الجزء الثاني

وتملك الغَنِيمَة بالاستيلاء عَلَيْهَا فِي دَار حَرْب،

****

 فَاجْمَعُوا لِي حَطَبًا، فَجَمَعُوا، فَقَالَ: أَوْقِدُوا نَارًا، فَأَوْقَدُوهَا، قَالَ: ادْخُلُوهَا، فَهَمُّوا وَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يُمْسِكُ بَعْضًا، وَيَقُولُونَ: فَرَرْنَا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنَ النَّارِ، فَمَا زَالُوا حَتَّى خَمَدَتِ النَّارُ، فَسَكَنَ غَضَبُهُ، فَبَلَغَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «لَوْ دَخَلُوهَا مَا خَرَجُوا مِنْهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ» ([1]).

الغَنِيمَة، ما حَصَلَ عَلَيْهِ المجاهدون من أَمْوَال الكُفَّار أَثْنَاء الجِهَاد من السِّلاَح، والطعام، والدواب، وَهِيَ تقسم بَين المجاهدين، قَالَ عز وجل: ﴿وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّمَا غَنِمۡتُم مِّن شَيۡءٖ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُۥ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡيَتَٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينِ وَٱبۡنِ ٱلسَّبِيلِ [الأنفال: 41] فينزع الخُمُس لمصارفه المَذْكُورَة فِي الآيَة وَأَرْبَعَة الأَخْمَاس تقسم عَلَى المجاهدين، للراجل سهم، وللفارس ثَلاَثَة أسهم، سهمان لفرسه وسهم لَهُ.

والغنيمة، هِيَ أحلّ الكَسْبِ، قَالَ عز وجل: ﴿فَكُلُواْ مِمَّا غَنِمۡتُمۡ حَلَٰلٗا طَيِّبٗاۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ [الأنفال: 69] جعلها الله حلالاً طيبًا؛ لأَِنَّهَا بِسَبَب الجِهَاد فِي سَبِيل الله فَهِيَ أطيب المكاسب؛ لطيب سببها، ولما فِيهَا من عز الإِسْلاَم وَالمُسْلِمِينَ، وإذلال الكفر وَالكَافِرين.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (4340)، ومسلم رقم (1840).