ثُم يرجع فيبيت بمنى
ثَلاَث ليالٍ، ويرمي الجِمَار فِي كل يَوْم من أَيَّام التَّشْرِيق بعد الزَّوَال،
وقبل الصَّلاَة.
****
وينوي شربه: «لما أحبّ»
من الحَاجَات، فإن كَانَ مريضًا فيشربه بنية الشِّفَاء، إن كَانَ جاهلاً يشربه
بنية أنَّ اللهَ يعلمه ما يجهل، إن كَانَ فقيرًا فيشربه بنية أنَّ اللهَ ييسر لَهُ
الرِّزْق، وَهَكَذَا، لِقَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم: «مَاءُ زَمْزَمَ
لِمَا شُرِبَ لَهُ» ([1]). وَهَذَا مَعَ
النية الصَّادِقَة فِي شربه. أَمَّا من شربه بِغَيْر نية أو شربه رياء فإنه لا يجد
هَذِهِ الآثَار الطّيبَة بشربه.
وَقَوْله: «ويتضلع مِنْهُ»
يَعْنِي يشرب مِنْهُ كَثِيرًا، حَتَّى يمتلئ بطنه.
«ويدعو» عِنْدَ شربه «بما
ورد» ومنه: «اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ لَنَا عِلْمًا نَافِعًا،
وَرِزْقًا وَاسِعًا وَرِيًّا وشِبَعًا، وَشِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ وَاغْسِلْ بِهِ
قَلْبِي وَامْلَأُه مِنْ خَشْيَتِكَ».
أَيَّام التَّشْرِيق
وَمَا يفْعَل فِيهَا:
ثُمَّ فراغه من الطَّوَاف وَالسَّعْي «يرجع فيبيت بمنى ثَلاَث ليالٍ» ليقيم فِيهَا ذكر الله الَّذِي قَالَ الله عز وجل: ﴿وَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ فِيٓ أَيَّامٖ مَّعۡدُودَٰتٖۚ﴾ [البقرة: 203]، وَهِيَ أَيَّام التشريق، يَوْمَانِ بعد العِيد للمتعجل وثلاثة أَيَّام لِلْمُتَأَخِّرِ، وذكر الله فِي الأَيَّام المعدودات يَكُون بالصلوات الخَمْس فِي منى، ويكون بِالتَّكْبِيرِ، ويكون بذبح الهَدْي والأكل مِنْهُ، والجلوس بمنى ليلاً ونهارًا فَلاَ ينبغي للمسلم أن يفرط فِي هَذِهِ العِبَادَات.
الصفحة 1 / 348
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد