الإِمْسَاك والرد، لِقَوْلِهِ صلى الله عليه
وسلم لحبان بْن منقذ رضي الله عنه: «إِذَا بِعْتَ فَقُلْ: لاَ
خِلاَبَةَ» ([1]) أي لا غبن؛ لأن
حبان بْن منقذ رضي الله عنه كان يغبن فِي البَيْع، فشكا إِلَى النَّبِيّ صلى
الله عليه وسلم فَقَالَ لَهُ: «إِذَا بِعْتَ فَقُلْ: لاَ خِلاَبَةَ)) أي
لا غبن، وأثبت لَهُ شرط الخِيَار عِنْدَمَا يظْهر الغبن دفعًا لِلضَّرَرِ
عَنْهُ.
أسباب الغبن:
والغبن يَكُون: «لنجش» أي سببه النجش،
وَهُوَ أن يَزِيد فِي السِّلْعَة من لا يُرِيد شراءها، وَإِنَّمَا يُرِيد أن يرفع
القيمة عَلَى المُشْتَرِي، فقد نهى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم عَن
ذَلِكَ فَقَالَ: «وَلاَ تَنَاجَشُوا» ([2])؛ لأن هَذَا تغرير بالمُسْلِمِينَ
وخداع، وَلاَ يَجُوز، فَإِذَا ثَبت أن الثّمن مرتفع بِسَبَب سوم الناجش فإن
لِلْمُشْتَرِي الخِيَار.
قَوْله: «أو غَيره»
أي: غير النجش، بأن يَكُون أَحَد المُتَعَاقِدين قاصر النَّظَر فيغبن، كالمُسترسل
الَّذِي يَأْخُذ السِّلْعَة بما يقوله صَاحبهَا ولا يُمَاكِس.
قَوْله: «لا لاستعجال» أي لا يثبت الخِيَار إِذا غبن بِسَبَب الاِسْتِعْجَال، بأن كَانَ العاقد حاذقًا فِي البَيْع والشراء، لَكِن الغبن حَصَلَ بِسَبَب العَجَلَة فِي العَقْد، فَهَذَا لا يثبت لَهُ الخِيَار؛ لأنه هُوَ المقصر.
([1])أخرجه: أبو داود رقم (3501)، والترمذي رقم (1250)، والنسائي رقم (4485).
الصفحة 1 / 348
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد