×
إِيضَاحُ العبَارَاتِ فِي شَرْحِ أَخْصَرِ المُختَصَراتِ الجزء الثاني

 الإِمْسَاك والرد، لِقَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم لحبان بْن منقذ رضي الله عنه: «إِذَا بِعْتَ فَقُلْ: لاَ خِلاَبَةَ» ([1]) أي لا غبن؛ لأن حبان بْن منقذ رضي الله عنه كان يغبن فِي البَيْع، فشكا إِلَى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لَهُ: «إِذَا بِعْتَ فَقُلْ: لاَ خِلاَبَةَ)) أي لا غبن، وأثبت لَهُ شرط الخِيَار عِنْدَمَا يظْهر الغبن دفعًا لِلضَّرَرِ عَنْهُ.

أسباب الغبن:

والغبن يَكُون: «لنجش» أي سببه النجش، وَهُوَ أن يَزِيد فِي السِّلْعَة من لا يُرِيد شراءها، وَإِنَّمَا يُرِيد أن يرفع القيمة عَلَى المُشْتَرِي، فقد نهى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم عَن ذَلِكَ فَقَالَ: «وَلاَ تَنَاجَشُوا» ([2])؛ لأن هَذَا تغرير بالمُسْلِمِينَ وخداع، وَلاَ يَجُوز، فَإِذَا ثَبت أن الثّمن مرتفع بِسَبَب سوم الناجش فإن لِلْمُشْتَرِي الخِيَار.

قَوْله: «أو غَيره» أي: غير النجش، بأن يَكُون أَحَد المُتَعَاقِدين قاصر النَّظَر فيغبن، كالمُسترسل الَّذِي يَأْخُذ السِّلْعَة بما يقوله صَاحبهَا ولا يُمَاكِس.

قَوْله: «لا لاستعجال» أي لا يثبت الخِيَار إِذا غبن بِسَبَب الاِسْتِعْجَال، بأن كَانَ العاقد حاذقًا فِي البَيْع والشراء، لَكِن الغبن حَصَلَ بِسَبَب العَجَلَة فِي العَقْد، فَهَذَا لا يثبت لَهُ الخِيَار؛ لأنه هُوَ المقصر.


الشرح

([1])أخرجه: أبو داود رقم (3501)، والترمذي رقم (1250)، والنسائي رقم (4485).

([2])أخرجه: مسلم رقم (2564).