ويجمع فِيهَا
بَين العِشَاءَيْنِ تأخيرًا ويبيت بها، فَإِذَا صلى الصُّبْح أَتَى المشعر
الحَرَام، فرقاه ووقف عِنْدَهُ، وحمد الله وكبر وقرأ: ﴿فَإِذَآ أَفَضۡتُم مِّنۡ عَرَفَٰتٖ فَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ عِندَ ٱلۡمَشۡعَرِ ٱلۡحَرَامِۖ﴾[البقرة:
198] الآيَتَيْنِ. ويدعو حَتَّى يسفر.
****
ما يُشرع فِي الدفغ من مزدلفة:
أولاً: يَمْشِي «بسكينة»؛
لأنه فِي عبَادَة، وأيضًا لئلا يشق عَلَى المُسْلِمِينَ ويزاحمهم، فالمسلم يرفق
بِنَفْسِهِ ويرفق بإخوانه ولو تأخر فِي السّير فَهُوَ فِي عبَادَة والحمد لله،
وحتى لَوْ لَمْ يصل إِلَى مزدلفة إلا فِي آخر اللَّيْل أو عجز عَن الوُصُول
إِلَيْهَا فَلاَ شَيْء عَلَيْهِ؛ لأنه حبسه السّير فَهُوَ معذور، وَكَانَ صلى
الله عليه وسلم فِي دفعه راكبًا عَلَى راحلته ويقول: «أَيُّهَا النَّاسُ،
السَّكِينَةَ السَّكِينَةَ» ([1]) وَكَانَ يمسك خطام
راحلته حَتَّى يكاد رأسها، يلامس رحله، ويقول: «أَيُّهَا النَّاسُ،
السَّكِينَةَ السَّكِينَةَ».
ما يفْعَل فِي
مزدلفة:
أولاً: «ويجمع فِيهَا
بَين العِشَاءَيْنِ تأخيرًا» إِذا وصل إِلَى مزدلفة فإنه يصلي المَغْرِب
والعشاء. ولو فِي وقت المَغْرِب.
ثَانِيًا: «ويبيت بها» والمبيت فِيهَا واجب من واجبات الحَجّ؛ لأن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بَاتَ فِيهَا وَقَالَ: «خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ» ([2]) والله عز وجل قَالَ: ﴿فَإِذَآ أَفَضۡتُم مِّنۡ عَرَفَٰتٖ فَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ عِندَ
([1])أخرجه: مسلم رقم (1218).
الصفحة 1 / 348
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد