فصل: مباحث الصُّلْح
****
هَذَا البَاب هُوَ بَاب الصُّلْح وأحكام الجوَار
والمرافق العَامَّة، الصُّلْح مصدر من صلح يصلح صلحًا، وَهُوَ ضد الفَسَاد،
والإصلاح ضد الإفساد، قَالَ عز وجل: ﴿وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ ٱلۡمُفۡسِدَ مِنَ ٱلۡمُصۡلِحِۚ﴾ [البَقَرَة: 220]،
هَذَا من ناحية اللُّغَة.
أَمَّا من ناحية
الشَّرْع، فالصلح هُوَ معاقدة يتوصل بها إِلَى إصلاحٍ بَين متخاصمين، فالله عز وجل
رَغَّبَ فِي الصُّلْح، قَالَ الله عز وجل: ﴿يَسَۡٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡأَنفَالِۖ قُلِ ٱلۡأَنفَالُ لِلَّهِ
وَٱلرَّسُولِۖ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَصۡلِحُواْ ذَاتَ بَيۡنِكُمۡۖ﴾ [الأَنْفَال: 1]
وَقَالَ الله عز وجل: ﴿إِنَّمَا
ٱلۡمُؤۡمِنُونَ إِخۡوَةٞ فَأَصۡلِحُواْ بَيۡنَ أَخَوَيۡكُمۡۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ
لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ﴾ [الحُجُرَات: 10]، وَقَالَ عز وجل: ﴿وَإِنِ ٱمۡرَأَةٌ خَافَتۡ
مِنۢ بَعۡلِهَا نُشُوزًا أَوۡ إِعۡرَاضٗا فَلَا جُنَاحَ عَلَيۡهِمَآ أَن يُصۡلِحَا بَيۡنَهُمَا صُلۡحٗاۚ وَٱلصُّلۡحُ خَيۡرٞۗ وَأُحۡضِرَتِ ٱلۡأَنفُسُ ٱلشُّحَّۚ وَإِن
تُحۡسِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرٗا﴾ [النِّسَاء: 128].
فقرن الصُّلْح مَعَ
التَّقْوَى، وَقَالَ الله عز وجل: ﴿وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ ٱلۡمُفۡسِدَ مِنَ ٱلۡمُصۡلِحِۚ﴾ [البَقَرَة: 220].
فَدَلَّ عَلَى أنه
يجازي المصلح بِالإِحْسَانِ، فالصلح خير فِي الجُمْلَة إلا صلحًا أحلّ حَرَامًا،
أو حَرَّمَ حلالاً، قَالَ صلى الله عليه وسلم: «الصُّلْحُ جَائِزٌ بَيْنَ
الْمُسْلِمِينَ إِلاَّ صُلْحًا حَرَّمَ حَلاَلاً أَوْ أَحَلَّ حَرَامًا» ([1]).
وَالصُّلْح خمسة
أنواع:
النَّوْع الأَوَّل: الصُّلْح بَين المُسْلِمِينَ وَالكُفَّار، عَلَى وضع الحَرْب بينهما،
الصفحة 1 / 348
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد