كما صالح النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم المشركين
فِي الحُدَيْبِيَة، وَقَالَ عز وجل: ﴿وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلۡمِ فَٱجۡنَحۡ﴾ [الأنفال: 61]
وَالسَّلَم هُوَ الصُّلْح، قَالَ عز وجل: ﴿فَلَا تَهِنُواْ وَتَدۡعُوٓاْ إِلَى ٱلسَّلۡمِ﴾ [محمد: 35] يَعْنِي:
إِلَى الصُّلْح ﴿وَأَنتُمُ
ٱلۡأَعۡلَوۡنَ﴾ [محمد: 35] فَإِذَا كَانَ المُسْلِمُونَ أَقْوَى من الكُفَّار، فَلاَ
يَجُوزُ أن يصالحوهم.
النَّوْع الثَّانِي: الصُّلْح بَين
الفئة البَاغِيَة والفئة العَادِلَة من المُسْلِمِينَ، قَالَ الله عز وجل فِي آية
سُورَة الحُجُرَات: ﴿وَإِن
طَآئِفَتَانِ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱقۡتَتَلُواْ فَأَصۡلِحُواْ بَيۡنَهُمَاۖ
فَإِنۢ بَغَتۡ إِحۡدَىٰهُمَا عَلَى ٱلۡأُخۡرَىٰ فَقَٰتِلُواْ ٱلَّتِي تَبۡغِي
حَتَّىٰ تَفِيٓءَ إِلَىٰٓ أَمۡرِ ٱللَّهِۚ فَإِن فَآءَتۡ فَأَصۡلِحُواْ
بَيۡنَهُمَا بِٱلۡعَدۡلِ وَأَقۡسِطُوٓاْۖ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُقۡسِطِينَ ٩ إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ إِخۡوَةٞ فَأَصۡلِحُواْ بَيۡنَ أَخَوَيۡكُمۡۚ
وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ﴾ [الحجرات: 9، 10].
النَّوْع الثَّالِث: الصُّلْح بَين
الزَّوْجَيْنِ، إِذا حَصَلَ بينهما اخْتِلاَف، قَالَ تَعَالَى: ﴿وَإِنِ ٱمۡرَأَةٌ خَافَتۡ مِنۢ
بَعۡلِهَا نُشُوزًا أَوۡ إِعۡرَاضٗا فَلَا جُنَاحَ عَلَيۡهِمَآ أَن يُصۡلِحَا بَيۡنَهُمَا صُلۡحٗاۚ وَٱلصُّلۡحُ خَيۡرٞۗ﴾ [النساء: 128].
النَّوْع الرَّابِع: الصُّلْح بَين المتقاطعين من المُسْلِمِينَ فَيَجِب الإِصْلاَح بينهم ﴿فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَصۡلِحُواْ ذَاتَ بَيۡنِكُمۡۖ﴾ [الأنفال: 1]، فَيَجِب الإِصْلاَح بَين المُسْلِمِينَ المتنافرين لأُمُور غير دينية وغير مَالِيَّة إِنَّمَا هُوَ شَيْء فِي الأَنْفُس، فَلاَ يُتركون متنافرين، وَهَذَا النَّوْع من الإِصْلاَح فيه مصَالِح كَثِيرَة؛ لأن النَّاس يحصل بينهم دَائِمًا عداوات حزازات، فالمُصلحون يسعون بِالإِصْلاَحِ، بِخِلاَف النمامين والوشائين فإنهم يسعون بالإفساد وَالتَّفْرِيق بَين المُسْلِمِينَ، فَيَجِب الإِصْلاَح فِي هَذِهِ الحَالَة؛ لأن المؤمنين إخوة كما قَالَ عز وجل: ﴿إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ إِخۡوَةٞ فَأَصۡلِحُواْ بَيۡنَ أَخَوَيۡكُمۡۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ﴾ [الحجرات: 10].
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد