بل يركب معترضًا، بأن يجعل ظَهْره إِلَى جانب
ورجليه إِلَى جانب آخر، حَتَّى يعرف أنه مِنْ أَهْلِ الذِّمَّة.
ثَالِثًا: «وحرم
تَعْظِيمهم» فَلاَ يوقرون وَيُعَظّمُون؛ لأن الإِكْرَام إِنَّمَا هُوَ
لِلْمُسْلِمِينَ؛ لأن الإِسْلاَم يعلو ولا يُعْلَى عَلَيْهِ، وَلَيْسَ مَعْنى
هَذَا أَنَّهُم يظلمون، لَكِن لا يظْهر لَهُم الاحترام والإكرام كما لِلْمُسْلِمِينَ.
ولا يُعَظّمُون بِالكَلاَمِ كالمدح وَالثَّنَاء، وبالفعل كتقديمهم فِي المجالس
وإفساح الطُّرُقَات لَهُم.
رابعًا: «وبداءتهم
بالسلام» قَالَ صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَبْدَءُوا الْيَهُودَ
وَلاَ النَّصَارَى بِالسَّلاَمِ، فَإِذَا لَقِيتُمْ أَحَدَهُمْ فِي طَرِيقٍ
فَاضْطَرُّوهُ إِلَى أَضْيَقِهِ» ([1]) وفي حَدِيث أَنَس رضي
الله عنه قَالَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا
سَلَّمَ عَلَيْكُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ فَقُولُوا: وَعَلَيْكُمْ» ([2]).
خامسًا: ما
يُنْتَقَضُ به العَهْد:
يُنتقَضُ عهدهم
بِأُمُور:
أولا: «إن تعدَّى
الذِّمِّيّ عَلَى مُسْلِم» فِي نفس أو مَال أو عرض انتقض عهده؛ لأَِنَّهُم
ملتزمون أَنَّهُم لا يتعدون عَلَى المُسْلِمِينَ.
ثَانِيًا: «أو ذَكَرَ الله أو كِتَابه، أو رَسُوله بسوء انتقض عهده» أي: إِذا حَصَلَ مِنْهُمْ مسبة لدين المُسْلِمِينَ، وَأَشَدّ ذَلِكَ إِذا سبوا الله أو رَسُوله أو كِتَابه فإنه ينتقض عهدهم.
([1])أخرجه: مسلم رقم (2167).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد