المرحلة
الثَّانِيَة: كَانَ مأذونًا به إِذْنًا فَقَط أَوَّل ما هَاجَر المُسْلِمُونَ إِلَى
المَدِينَة، قَالَ سبحانه وتعالى: ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَٰتَلُونَ بِأَنَّهُمۡ ظُلِمُواْۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ
عَلَىٰ نَصۡرِهِمۡ لَقَدِيرٌ﴾ [الحج: 39].
المرحلة
الثَّالِثَة: أُمر أن يقاتل من قاتل مِنْهُمْ: ﴿وَقَٰتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ٱلَّذِينَ يُقَٰتِلُونَكُمۡ وَلَا
تَعۡتَدُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلۡمُعۡتَدِينَ﴾ [البقرة: 190]،
وَهَذَا من بَاب الدفاع.
المرحلة
الرَّابِعَة: لما قَوِيَ المُسْلِمُونَ فِي العدَد وفي العدَّة فُرض جهاد الكُفَّار
عَلَى المُسْلِمِينَ، لإعلاء كَلِمَة الله عز وجل، واستمرت فرضيته إِلَى أن
تقوم السَّاعَة، فالجهاد ماضٍ مَعَ كل إمام برٍّ وفاجر، إِذا كَانَ عِنْدَ
المُسْلِمِينَ قوة واستطاعة وَلَهُم إمام وقيادة فإنهم يَجِب عَلَيْهِمْ القِتَال.
وَالنَّاس فِي هَذَا الزَّمَان فِي أمر الجِهَاد طرفان ووسط فهناك من يوجب الجِهَاد عَلَى كل حَال وبدون شُرُوط، ولو كَانَ المُسْلِمُونَ ضُعَفَاء، وبدون إمام، وَإِنَّمَا كلٌّ يُقاتل ويناوش العَدُوّ بدون قيادة ويقتلون من لاَ يَجُوز قَتله من الكُفَّار، يقتلون المعاهدين والمستأمنين وَهَذَا غلو فِي أمر الجِهَاد، بل زَادَ الأَمْر وصاروا يُفَجِّرُون البُيُوت والمساكن والتجمعات فيقتلون المؤمن وَالكَافِر والصغير وَالكَبِير والذكر وَالأُنْثَى ويروعون المُسْلِمِينَ وأهل الذِّمَّة وَالأَمَان من الكُفَّار والمعاهدين، ويُسمون هَذَا جهادًا، وَهُوَ الفَسَاد وَلَيْسَ الجِهَاد؛ لأنه يجر عَلَى المُسْلِمِينَ شرًّا ومارًا؛ ولأنه يأتي عَلَى الأَخْضَر واليابس.
الصفحة 1 / 348
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد