×
إِيضَاحُ العبَارَاتِ فِي شَرْحِ أَخْصَرِ المُختَصَراتِ الجزء الثاني

 الطَّرْف الثَّانِي: قوم يَقُولُونَ: الإِسْلاَم لَيْسَ فيه قِتَال ولا جهاد، الإِسْلاَم دين محبة، ودين تسامح، يُرِيدُونَ أن يعطلوا الجِهَاد، ويقولون: إنه يشوه الإِسْلاَم.

أَمَّا الوسط فهم أهل الحَقّ الَّذِينَ يرون وُجُوب الجِهَاد فِي الإِسْلاَم إِذا توفرت شروطه وانتفت موانعه، فيرون أنه واجب وأنه ذِرْوَة سنام الإِسْلاَم، وأنه لا يقوم الدّين إلا بالجهاد فِي سَبِيل الله، وَمَا ترك قوم الجِهَاد فِي سَبِيل الله إلا ذلوا، لَكِن يَكُون بشروطه وضوابطه الموضحة فِي كتب التَّفْسِير وكتب الحَدِيث وكتب الفِقْه.

والقصد من الجِهَاد: هُوَ إعلاء كَلِمَة الله عز وجل بأن يَكُون دين الله هُوَ الظَّاهِر والعالي عَلَى الأَدْيَان، هَذَا هُوَ القَصْد من الجِهَاد لَيْسَ القَصْد من الجِهَاد سفك الدِّمَاء وَأخذ الأَمْوَال والاستيلاء عَلَى الأوطان، هَذِهِ توابع للجهاد وليست مَقْصُودَة، ومن مَقَاصِد الجِهَاد إتاحة الفُرْصَة لمن يُرِيد الدُّخُول فِي الإِسْلاَم ولا أَحَد يمنعه ويصده عَن الدُّخُول فِي الإِسْلاَم؛ لأن الكُفَّار يصدون عَن سَبِيل الله من يُرِيد الدُّخُول فيه، وأيضًا يحاولون أن يردوا من أسلم إِلَى الكفر، قَالَ عز وجل: ﴿وَدُّواْ لَوۡ تَكۡفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَآءٗۖ [النساء: 89]، ﴿وَلَا يَزَالُونَ يُقَٰتِلُونَكُمۡ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمۡ عَن دِينِكُمۡ إِنِ ٱسۡتَطَٰعُواْۚ [البقرة: 217]، فهم يحاولون أن يصدوا النَّاس عَن الدُّخُول فِي الإِسْلاَم، ويحاولون أن يصرفوا المُسْلِمِينَ عَن دينهم ويخرجوهم من دينهم، وَكَذَلِكَ يُقَاتَلُ من قاتل المُسْلِمِينَ مِنْهُمْ كَفًّا لشرهم، وَأَمَّا من لم يقاتل من الكُفَّار وَلَمْ يصد عَن الدُّخُول فِي الإِسْلاَم، وَلَمْ يحاول إِخْرَاج


الشرح