تجدون أَنَّ اللهَ
يذكر آيات الصَّدَقَة بجانب آيات الرِّبَا ليظهر الفَرْقُ بَيْنَ المرابي والمتصدق
﴿ٱلَّذِينَ يَأۡكُلُونَ
ٱلرِّبَوٰاْ لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ ٱلَّذِي يَتَخَبَّطُهُ
ٱلشَّيۡطَٰنُ مِنَ ٱلۡمَسِّۚ﴾ [البقرة: 275]، وبعدها وقبلها أَتَى الله بِآيَات
الصَّدَقَات، ومضاعفة الصَّدَقَات؛ لأن المتصدق محسِنٌ، والمرابي مجرمٌ، هَذَا
محسن إِلَى النَّاس، وَهَذَا مجرم يمتص أموالهم، ويأكل أموالهم بِغَيْر حَقّ، ولا
ينتج، والمتصدق والمتبرع ينتج خَيْرًا فِي المجتمع، فالمرابي يَأْخُذ ولا يعطي،
وَأَمَّا المتصدق فإنه يعطي ويبذل ويحسن بدون مُقَابِل.
أنواع الرِّبَا:
قَوْله: «الرِّبَا نوعان» أنواع الرِّبَا: ربا الفضل، وربا النَّسِيئَة، والفضل المراد به: الزِّيَادَة، فِي أَشْيَاء مَخْصُوصَة، هِيَ المَذْكُورَة فِي قَوْله صلى الله عليه وسلم: «الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ، وَالْفِضَّةُ بِالْفِضَّةِ، وَالْبُرُّ بِالْبُرِّ، وَالشَّعِيرُ بِالشَّعِيرِ، وَالتَّمْرُ بِالتَّمْرِ، وَالْمِلْحُ بِالْمِلْحِ، مِثْلاً بِمِثْلٍ، سَوَاءً بِسَوَاءٍ، يَدًا بِيَدٍ، فَإِذَا اخْتَلَفَتْ هَذِهِ الأَْصْنَافُ، فَبِيعُوا كَيْفَ شِئْتُمْ، إِذَا كَانَ يَدًا بِيَدٍ» ([1])، فَإِذَا بيع شَيْء من هَذِهِ الأَصْنَاف السِّتَّة بجنسه فَلاَ بُدَّ من التساوي فِي المِقْدَار والتقابض فِي المَجْلِس وَإِذَا بيع بِغَيْر جِنْسه مِنْهَا جازت الزِّيَادَة وحرم...، فالربا فِي هَذِهِ الأَصْنَاف السِّتَّة بنوعيه محرم بالنصِّ عَن الرَّسُول صلى الله عليه وسلم، قَالَ صلى الله عليه وسلم: «فَمَنْ زَادَ أَوِ اسْتَزَادَ فَقَدْ أَرْبَى» ([2])،
الصفحة 1 / 348
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد