دَرَجَٰتٖ مِّنۡهُ وَمَغۡفِرَةٗ وَرَحۡمَةٗۚ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورٗا رَّحِيمًا﴾ [النساء: 95-96]، وَلَكِن لاَ بُدَّ للجهاد من شُرُوط:
أولاً: أن يَكُون عِنْدَ
المُسْلِمِينَ قوة واستعداد، قَالَ عز وجل: ﴿وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن قُوَّةٖ وَمِن رِّبَاطِ ٱلۡخَيۡلِ تُرۡهِبُونَ بِهِۦ عَدُوَّ ٱللَّهِ
وَعَدُوَّكُمۡ﴾ [الأنفال: 60]، أَمَّا أن نجاهد وَنَحْنُ لَيْسَ بِأَيْدِينَا قوة
وَالكُفَّار عِنْدَهُم القُوَّة الغاشمة فَهَذَا من إلقاء اليَد إِلَى
التَّهْلُكَة، وَهَذَا لا يجلب نصرًا للإسلام ولا لِلْمُسْلِمِينَ.
ثَانِيًا: لاَ بُدَّ أن يَكُون الجِهَاد تَحْتَ قيادة وليِّ الأَمْر وَلَيْسَ فوضى، ولا يشترط فِي وليِّ الأَمْر أن يَكُون معصومًا لا يخطئ ولا يَقَع مِنْهُ ذنُوب، بل حَتَّى ولو كَانَ فاسقًا فإنه تجب طاعته فِي الجِهَاد وفي غَيره، قَالَ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا اسْتُنْفِرْتُمْ فَانْفِرُوا» ([1])، قَالَ عز وجل: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَا لَكُمۡ إِذَا قِيلَ لَكُمُ ٱنفِرُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ٱثَّاقَلۡتُمۡ إِلَى ٱلۡأَرۡضِۚ﴾ [التوبة: 38]، والمُسْلِمُونَ فِي عهد النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم لم يجاهدوا إلا تَحْتَ راية الرَّسُول صلى الله عليه وسلم، فَهُوَ من صلاحيات ولي أمر المُسْلِمِينَ مِنْ بَعْده وَلَيْسَ فوضى، وكل من شَاءَ يَكُون لَهُ عصابة ويكون لَهُ جَمَاعَة ويقاتل، لَيْسَ هَذَا فِي الإِسْلاَم، فَلاَ بُدَّ من هَذَا الضَّابِط العَظِيم؛ وَلِهَذَا يَقُول العُلَمَاء فِي كتب الفِقْه وكتب العَقَائِد: «والجهاد ماضٍ إِلَى أن تقوم السَّاعَة مَعَ كلِّ إمام برٍّ كَانَ أو فاجرًا» يَعْنِي ولو كَانَ عَاصِيًا ما لم يصل إِلَى حَدّ الكفر.
([1])أخرجه: البخاري رقم (1834)، ومسلم رقم (1353).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد