فصل: المسابقة
****
المسابقة هِيَ المغالبة، لأجل إظهار الحاذق من المتسابقين، وَتَكُون عَلَى الأَقْدَام، وَتَكُون عَلَى الدَّوَابّ، وَعَلَى السيارات، وَتَكُون بالرماية، وَعَلَى الخَيْل، وَعَلَى الإِبِل، وَتَكُون فِي المباريات الرياضية؛ لتظهر مهارة أَحَد المتسابقين عَلَى الآخر، وَفِيهَا ترويض للأبدان، وتنمية للمهارات فالمسابقات الَّتِي لا إِثْمَ فِيهَا لا بَأْسَ بها، لَكِن لا يُؤْخَذ عَلَيْهَا جَائِزَة إلا فِي ثَلاَثَة مسابقات: عَلَى الخَيْل، وَعَلَى الإِبِل، وبالرماية، لِقَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم: «لاَ سَبَقَ» والسبق مَعْنَاه: الجَائِزَة، أي لاَ يَجُوز أخذ الجَائِزَة فِي المسابقة إلا فِي هَذِهِ الثَّلاَث وَهِيَ: «إِلاَّ فِي نَصْلٍ أَوْ خُفٍّ أَوْ حَافِرٍ» ([1]) والنصل هُوَ ما يُرمَى به، والخف الإِبِل، والحافر الخَيْل؛ لأن هَذَا من أدوات الجِهَاد، فالمسابقة عَلَيْهَا تدرب عَلَى الجِهَاد فِي سَبِيل الله فيجوز أخذ الجَائِزَة عَلَى السَّبْق فِي هَذِهِ الأُمُور لِمَا فِيهِ مِن المَصْلَحَة، وَكَذَا يَجُوز أخذ الجَوَائِز عَلَى حفظ القُرْآن الكَرِيم، ومسائل الفِقْه، كما قَالَ ابْن القيم رحمه الله: ((لأن هَذَا فِي سَبِيل الله فيدخل فِيمَا أذن فيه الرَّسُول صلى الله عليه وسلم ))، أَمَّا أخذ الجَوَائِز عَلَى بَقِيَّة المسابقات كالمصارعة والمسابقة عَلَى الأَقْدَام والمباريات الرياضية، وغير ذَلِكَ من أنواع المسابقات فهذا لاَ يَجُوز أخذ الجَائِزَة عَلَيْهِ ولا العِوَض؛ لأنه لَيْسَ من وسائل الجِهَاد، ولأن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم حَصَر ذَلِكَ فِي هَذِهِ الثَّلاَث؛ حَيْثُ قَالَ: «لاَ سَبَقَ إِلاَّ فِي نَصْلٍ أَوْ خُفٍّ أَوْ حَافِرٍ» أَمَّا بَقِيَّة المسابقات فَهِيَ مُبَاحَة، لَكِن لا يُؤْخَذ عَلَيْهَا جوائز
الصفحة 1 / 348
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد