فصل
الرِّبَا نوعان:
ربا الفضل وربا النَّسِيئَة
****
الرِّبَا فِي اللُّغَة: الزِّيَادَة.
والربا شرعًا: زِيَادَة
مَخْصُوصَة فِي أَمْوَال مَخْصُوصَة.
والربا حرام وكبيرة
من كبائر الذّنُوب قَالَ الله عز وجل: ﴿وَأَحَلَّ ٱللَّهُ ٱلۡبَيۡعَ وَحَرَّمَ ٱلرِّبَوٰاْۚ﴾ [البقرة: 275]
فَإِذَا دَخَلَ الرِّبَا البُيُوع أو المُعَامَلاَت فَهِيَ حرام وسُحْتٌ، وَقَد
غَلَّظَ الله الوعيد عَلَى الرِّبَا، قَالَ عز وجل: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ لَا تَأۡكُلُواْ ٱلرِّبَوٰٓاْ أَضۡعَٰفٗا مُّضَٰعَفَةٗۖ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ ١٣٠ وَٱتَّقُواْ
ٱلنَّارَ ٱلَّتِيٓ أُعِدَّتۡ لِلۡكَٰفِرِينَ﴾ [آل عمران: 130-
131] وَقَالَ عز وجل: ﴿وَمَآ ءَاتَيۡتُم مِّن رِّبٗا لِّيَرۡبُوَاْ فِيٓ أَمۡوَٰلِ ٱلنَّاسِ فَلَا يَرۡبُواْ عِندَ
ٱللَّهِۖ وَمَآ ءَاتَيۡتُم مِّن زَكَوٰةٖ تُرِيدُونَ وَجۡهَ ٱللَّهِ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُضۡعِفُونَ﴾ [الروم: 39]،
وَقَالَ عز وجل: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ ٱلرِّبَوٰٓاْ
إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ ٢٧٨ فَإِن لَّمۡ تَفۡعَلُواْ فَأۡذَنُواْ بِحَرۡبٖ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦۖ وَإِن تُبۡتُمۡ فَلَكُمۡ رُءُوسُ
أَمۡوَٰلِكُمۡ لَا تَظۡلِمُونَ وَلَا تُظۡلَمُونَ﴾ [البقرة: 278، 279]
فالمرابي مُحَارِب لله ورسوله؛ لإِنَّ اللهَ أعلن عَلَيْهِ الحَرْب، ومن يستطيع أن
يحارب الله عز وجل ولله جنود السَّمَاوَات وَالأَرْض، والإنسان ضَعِيف فقد
يسلط الله عَلَيْهِ البَعُوض، ويسلط عَلَيْهِ الدَّوَابّ، ويسلط عَلَيْهِ
الجَبَابِرَة، ويسلط عَلَيْهِ التَّلَف فِي ماله، وَالحَوَادِث، فالله عز وجل لَهُ
جنود السَّمَاوَات وَالأَرْض يسلطها عَلَى من حاربه، فالمرابي مُحَارِب لله
ولرسوله، وَقَوْله: ﴿فَإِن لَّمۡ تَفۡعَلُواْ﴾ [البَقَرَة: 279] أي تتوبوا
من الرِّبَا وتتركوه ﴿فَأۡذَنُواْ
بِحَرۡبٖ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦۖ وَإِن
الصفحة 1 / 348
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد