تُبۡتُمۡ فَلَكُمۡ رُءُوسُ
أَمۡوَٰلِكُمۡ لَا تَظۡلِمُونَ وَلَا تُظۡلَمُونَ﴾ [البَقَرَة: 279]
كَانُوا فِي الجَاهِلِيَّة إِذا أعسر المدين بالدين، زَادُوا عَلَيْهِ فِي الدّين
ومددوا لَهُ الأَجَل، ثُمَّ تتضاعف الزيادات من غير فَائِدَة ترجع إِلَى المدين
المعسر، فيتضخم الرِّبَا عَلَى المدين بدون فَائِدَة ترجع إِلَيْهِ، والله عز
وجل قَالَ: ﴿فَلَكُمۡ
رُءُوسُ أَمۡوَٰلِكُمۡ لَا تَظۡلِمُونَ وَلَا تُظۡلَمُونَ﴾ [البَقَرَة: 279]،
فالمعسر يُنْظَر إِلَى أن يستطيع السَّداد، ولا يُزاد الدّين عَلَيْهِ وَهَذَا
يُسَمَّى بقلب الدّين عَلَى المعسر، وحتى لو كَانَ غنيًّا لا يحوز قلب الدّين
عَلَيْهِ، لَكِن إِذا كَانَ مُعسرًا فالأمر أشد، ولو تُسْقِطُ الدّين الَّذِي
عَلَى المعسر أو بَعْضه فَهَذَا صَدَقَة، وَهُوَ خير لك من إنظاره، وقلب الدّين
عَلَى المعسر يُسَمَّى ربا الجَاهِلِيَّة، وربا النَّسِيئَة، وَهُوَ زِيَادَة
الدّين عَلَى المدين عِنْدَ حلول الأَجَل وتأجيله مَرَّة ثَانِيَة، وثالثة،
ورابعة، فَهَذَا هُوَ ربا الجَاهِلِيَّة وَهُوَ أشد أنواع الرِّبَا.
وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حذر من الرِّبَا تحذيرًا شديدًا، فقد ورد عَن جَابِر رضي الله عنه قَالَ: «لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم آكِلَ الرِّبَا، وَمُوكِلَهُ، وَكَاتِبَهُ، وَشَاهِدَيْهِ، وَقَالَ: هُمْ سَوَاءٌ» ([1]) وآكل الرِّبَا هُوَ الَّذِي يَأْخُذ الرِّبَا، وموكله هُوَ الَّذِي يدفع الرِّبَا، ولعن الكاتب وَالشَّاهِد؛ لأَِنَّهُمَا وَثَّقَا الرِّبَا وتعاونا معهما عَلَى الإِثْم والعدوان، فَهَذَا يدل عَلَى خطورة الرِّبَا، وأنه من أعظم الكبائر، وأنه من الموبقات كما عده النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم من الموبقات السّبع، فليحذر المسلم من الرِّبَا وَقَد فشا فِي هَذَا الزَّمَان وكَثُرَ، وكثرت الحِيَل
([1])أخرجه: مسلم رقم (1598).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد