×
إِيضَاحُ العبَارَاتِ فِي شَرْحِ أَخْصَرِ المُختَصَراتِ الجزء الثاني

 والفتاوى لإباحته، فليحذر المسلم مِنْهُ؛ لأن من عَلاَمَات السَّاعَة أن يفشو الرِّبَا، وَقَد فشا الآنَ فِي البُنُوك والمصارف، وفي المؤسسات والشركات الَّتِي تقوم عَلَى الرِّبَا، والاقتصاد العالمي فِي الغَالِب يقوم عَلَى الرِّبَا، فالمسلم يحذر من هَذَا، ويبتعد عَن الرِّبَا، والربا لا يحل بِحَال من الأَحْوَال، وجاء فِي الحَدِيث: «الدِّرْهَمُ الْوَاحِدُ أَشَدُّ مِنْ سِتٍّ وَثَلاَثِينَ زَنْيَةً» ([1])، وجاء فِي الحَدِيث أَيْضًا: «الرِّبَا سَبْعُونَ حُوبًا أَيْسَرُهَا أَنْ يَنْكِحَ الرَّجُلُ أُمَّهُ» ([2])، فالربا قبيح؛ لأنه ظلم، وأكل لأموال النَّاس بِغَيْر حَقّ، وظلم للمعسرين، وظلم لِلنَّاسِ جَمِيعًا، والمرابي يَأْخُذ ولا يعطي، يمتصُّ أَمْوَال النَّاس ولا ينفع المجتمع، بِخِلاَف المتصدق، وَلِذَلِكَ قارن الله بَين الرِّبَا وَالصَّدَقَة ليتبين الفرق، فالمتصدق محسن يعطي النَّاس، والمُرابي مجرم يمتص أَمْوَال النَّاس بِغَيْر حَقّ، ولا ينفق، ولا ينفع أحدًا، الرِّبَا حرفة يهودية، لعن الله اليهود عَلَى جَرَائِم مِنْهَا: ﴿وَأَخۡذِهِمُ ٱلرِّبَوٰاْ وَقَدۡ نُهُواْ عَنۡهُ [النِّسَاء: 161]، فالربا جريمة شديدة، ولا تنزل العُقُوبَات ومحق البركات والكوارث إلا بأسباب المعاصي ومن أشدها الرِّبَا، فَعَلَى المسلم أن يحذر من الرِّبَا، ولا يتجارى مَعَ النَّاس ويعمل مِثْل ما يعملون، أو يَأْخُذ بالفتاوى الخَاطِئَة الضَّالَّة الَّتِي يُفْتِي بها بَعْض المُنْتَسِبين إِلَى العِلْم، وَقَد فَتَنوُا بها النَّاس، فالربا شنيع وخطير، وَأَثَره عَلَى الفرد والمجتمع أَثَرٌ قبيح.


الشرح

([1])أخرجه: البيهقي في الشعب رقم (5130).

([2])أخرجه: ابن ماجه رقم (2274)، وابن أبي شيبة رقم (22005).