فصل
والاعتكاف سنة،
ولا يَصِحّ مِمَّن تلزمه الجَمَاعَة إلا فِي مَسْجِد تقام فيه إن أَتَى عَلَيْهِ
صلاة، وشرط لَهُ طهارة مِمَّا يوجب غسلاً، وإن نذره.
****
الاِعْتِكَاف وَأَحْكَامه:
قَوْله: «الاِعْتِكَاف
سنة» ذكر الاِعْتِكَاف بعد الصِّيَام؛ لأنه يستحب أن يَكُون المعتكف صَائِمًا؛
ولأن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يعتكف فِي رمضان، فالاعتكاف
عبَادَة عَظِيمَة، تُفعل فِي أي وقت، لَكِن فِي رمضان أفضل اقتداءً بِالنَّبِيِّ صلى
الله عليه وسلم.
والاعتكاف فِي
اللُّغَة: هُوَ المكث فِي المَكَان، كما قَالَ عز وجل: ﴿فَأَتَوۡاْ عَلَىٰ قَوۡمٖ يَعۡكُفُونَ عَلَىٰٓ أَصۡنَامٖ لَّهُمۡۚ﴾ [الأعراف: 138]، يَعْنِي: يقيمون عِنْدَ أصنامهم يتقربون إِلَيْهَا
بِذَلِكَ، ومثلهم الَّذِينَ يعتكفون عِنْدَ القبور.
أَمَّا الاِعْتِكَاف فِي الشَّرْع: فَهُوَ لُزُوم مَسْجِدٍ تقام فيه صلاة الجَمَاعَة؛ من أجل التَّقَرُّب إِلَى الله عز وجل، والتفرُّغ لِلْعِبَادَةِ وَهُوَ سنة مؤكدة، ويجوز فِي أي مَسْجِد من المَسَاجِد الَّتِي تقام فِيهَا صلاة الجَمَاعَة؛ لِقَوْل الله عز وجل: ﴿وَلَا تُبَٰشِرُوهُنَّ وَأَنتُمۡ عَٰكِفُونَ فِي ٱلۡمَسَٰجِدِۗ﴾ [البقرة: 187]، وَلاَ يَجُوز أن يعتكف فِي مَسْجِدٍ مهجور قَد رحل أهله ولا تقام فيه صلاة الجَمَاعَة ولا فِي مَكَان غير مَسْجِد كَأَنْ يعتكف فِي بَيْته أو فِي غرفه، أو صِفَة؛ لأنه ينعزل عَن صلاة الجُمُعَة وَالجَمَاعَة، وهذه خلوة الصوفية
الصفحة 1 / 348
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد