×
إِيضَاحُ العبَارَاتِ فِي شَرْحِ أَخْصَرِ المُختَصَراتِ الجزء الثاني

فصل

يسن صوم أَيَّام البيض، والخميس والاثنين، وست من شوال، وشهر الله المحرم، وأكده العَاشِر، ثُمَّ التَّاسِع، وتسع ذِي الحُجَّة، وأكده يَوْم عرفة لغير حاج بها، وأفضل الصِّيَام صوم يَوْم وفطر يَوْم.

****

 هَذَا فِي بَيَان صوم التَّطَوُّع:

الله سبحانه وتعالى شرع لعباده أن يتزودوا من الأَعْمَال الصَّالِحَة بعد الفرائض بالنوافل، كما فِي الحَدِيث القدسي إِنَّ اللهَ عز وجل يَقُول: «مَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ...» ([1]) إِلَى آخر الحَدِيث، وَفِيهِ التَّرْغِيب فِي الإِكْثَار من النوافل بعد أَدَاء الفرائض، بعد فريضة الصِّيَام شرع الله نوافل من الصِّيَام، وَالعِبَادَات سَوَاء من الصِّيَام أو من غَيره لا تَكُون إلاَ بِدَلِيل، لَيْسَ لأحد أن يتقرب إِلَى الله بصيام أو غَيره من غير دَلِيل من الشَّرْع؛ لأن العِبَادَات مبناها عَلَى التوقيف وَالاتِّبَاع، وَقَد وردت أَحَادِيث وَآثَار تدل عَلَى صِيَام أَيَّام مُعَيَّنَة وَهِيَ: أَيَّام البيض من كل شَهْر، وصيام يَوْم الاِثْنَيْنِ وَيَوْم الخَمِيس من كل أسبوع، وصيام ستٍّ من شوال بعد صِيَام رمضان، وصيام يَوْم عاشوراء، مَعَ صِيَام يَوْم قبله، وإن صام كل الشَّهْر - شَهْر الله المحرم - فحسن؛ وَكَذَلِكَ صِيَام أَيَّام عشر ذِي الحُجَّة، وصيام يَوْم عرفة لغير الحَاجّ، فَهَذِهِ أَيَّام يستحب صيامها،


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (6502).