وإن رغب فِي الخَيْر وَأَرَادَ زِيَادَة من
الصِّيَام فليصم صوم داود عليه السلام، وَكَانَ يصوم يَوْمًا ويفطر يَوْمًا
وَهَذَا تفصيلها.
أولاً: «يسن صوم
أَيَّام البيض» أَيَّام البيض هِيَ: الثَّالِث عشر والرابع عشر والخامس
عشر من الشَّهْر، سُمِّيَتْ أَيَّام البيض لابيضاض لياليها بالقمر؛ لأن القَمَر
يَكُون ظَاهِرًا من أَوَّل اللَّيْل إِلَى آخِرِهُ فِيهَا فسميت أَيَّام البيض،
وإن صام الثَّلاَثَة من أَوَّل الشَّهْر أو من وسطه أو من آخِرِهِ أو متتابعة أو
متفرقة فَلاَ بَأس.
ثَانِيًا: «والخميس والاثنين»
صوم يَوْم الخَمِيس وَيَوْم الاِثْنَيْنِ من كل أسبوع؛ لأن النَّبِيّ صلى الله
عليه وسلم كَانَ يصومهما، ويقول: «تُعْرَضُ الأَْعْمَالُ يَوْمَ
الاِثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ، فَأُحِبُّ أَنْ يُعْرَضَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ»
([1]).
ثَالِثًا: «وستٍّ من شوالٍ»:
لِقَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ، ثُمَّ
أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ، كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ» ([2])، أي: السنة؛ لأن
السنة اثنا عشر شهرًا، والحسنة بِعَشَرَة أمثالها، فرمضان عَن عَشَرَة أشهر والست
من شوال عَن شهرين فكأنه صام السنة كلها فِي الفضل والأجر، هَذَا فضل عَظِيم.
رابعًا: «وشهر الله المُحرَّم، وآكده العَاشِر ثُمَّ التَّاسِع» وَهُوَ يَوْم عاشوراء؛ لِقَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم «صُومُوا التَّاسِعَ وَالْعَاشِرَ وَخَالِفُوا الْيَهُودَ» ([3])؛ لأن اليهود يصومون يَوْم عاشوراء، فنحن نصومه ونخالفهم بِزِيَادَة يَوْم
([1])أخرجه: الترمذي رقم (747).
الصفحة 2 / 348
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد