وأفضل الأنساك:
التَّمَتُّع، وَهُوَ أن يحرم بِعُمْرَة فِي أشهر الحَجّ بعد فراغه مِنْهُ ويفرغ
مِنْهَا ثُمَّ به فِي عامه.
****
قَالَتْ: وَاللهِ مَا أَجِدُنِي إِلاَّ
وَجِعَةً، فَقَالَ لَهَا: «حُجِّي، وَاشْتَرِطِي، وَقُولِي: اللَّهُمَّ
مَحِلِّي حَيْثُ حَبَسْتَنِي فَإِنَّ لَكِ عَلَى رَبِّكِ مَا اسْتَثْنَيْتِ» ([1]) فسبب الاِشْتِرَاط،
هُوَ المرض الَّذِي يخشى صاحبه أن يستمر مَعَهُ ولا يتمكن من إكمال النسك، وَهَذَا
لا شك أنه مَشْرُوع، لَكِن إِذا كَانَ سليمًا معافى فالصحيح أن لا يشرع أن يشترط؛
لأن الصَّحَابَة الَّذِينَ مَعَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم لم
يشترطوا، ولا أمرهم النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بِذَلِكَ، وَإِنَّمَا أمر
به هَذِهِ المريضة، فمن كَانَ فِي مِثْل حَالهَا فإنه يشترط.
هَذَا فِي بَيَان
أنواع الأنساك الَّتِي يُحرِمُ بها وصفة كلِّ نُسك.
الأنساك الَّتِي
يحرم بها ثَلاَثَة:
الأَوَّل: التَّمَتُّع، الثَّانِي:
القَرَان، الثَّالِث: الإِفْرَاد.
وسيبينها
المُؤَلِّف، وأفضلها التَّمَتُّع، ثُمَّ القَرَان، ثُمَّ الإِفْرَاد، وإن كَانَ المُؤَلِّف
ذكر العكس ذكر الإِفْرَاد قبل القَرَان.
وصفة التَّمَتُّع: «أن يحرم بِعُمْرَة فِي أشهر الحَجّ» أشهر الحَجّ هِيَ: شوال، وذو القعدة، وعشرة أَيَّام من ذِي الحُجَّة، قَالَ عز وجل: ﴿ٱلۡحَجُّ أَشۡهُرٞ مَّعۡلُومَٰتٞۚ﴾ [البقرة: 197] أي: وقت الإِحْرَام بِالحجِّ فِي هَذِهِ الأَشْهر: فَإِذَا أحرم بِالعُمْرَةِ فِي أشهر الحَجّ ثُمَّ أَدَّاهَا وفرغ مِنْهَا وتحلل من إِحْرَامه، ثُمَّ إِذا جَاءَ يَوْم التَّرْوِيَة وَهُوَ اليَوْم الثامن فإنه يحرم بِالحجِّ، ويكون عَلَيْهِ، فدية التَّمَتُّع - قَالَ عز وجل: ﴿فَمَن تَمَتَّعَ بِٱلۡعُمۡرَةِ إِلَى ٱلۡحَجِّ فَمَا ٱسۡتَيۡسَرَ
الصفحة 1 / 348
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد