وجمع فِيهَا بَين الظّهْر والعصر تقديمًا، وأكثر الدُّعَاء مِمَّا ورد،
ووقت الوقوف: من فجر عرفة إِلَى فجر النحر، ثُمَّ يدفع بعد الغُرُوب إِلَى
المزدلفة بسكينةٍ.
****
ما يفْعَل الحَاجّ
يَوْم عرفة:
أولاً: «وجمع فِيهَا
بَين الظّهْر والعصر تقديمًا» بعدما خطب الخطْبَة العَظِيمَة الَّتِي بلغ
فِيهَا أحكامًا عَظِيمَة وقواعد عَظِيمَة للإسلام تُسَمَّى «خطبة عرفة»؛
لأنه صلى الله عليه وسلم خطب فِي الحَجّ ثَلاَث خطب:
الخطْبَة الأُولَى: خطبة عرفة.
والخطبة الثَّانِيَة: فِي يَوْم العِيد،
بعد رمي جمرة العَقَبَة، علمهم صلى الله عليه وسلم أَحْكَام المناسك
الَّتِي تؤدَّي فِي هَذَا اليَوْم.
والخطبة
الثَّالِثَة: يَوْم النفر الأَوَّل يَوْم اثْنَي عشر، علمهم كيف ينفرون.
قَوْله: «ووقت الوقوف:
من فجر عرفة إِلَى فجر النحر» هَذَا المَذْهَب، وعند الجُمْهُور وَهُوَ
رِوَايَة عَن أَحْمَد أن وقت الوَقْف يبْدَأ من ظهر يَوْم عرفة، وَهُوَ الراجح.
ثَانِيًا: «وأكثر الدُّعَاء مِمَّا ورد» يَدْعُو بما ورد فِي الكتاب والسنة، ولا يَدْعُو بِدُعَاء مبتدعٍ أو دُعَاء لَيْسَ لَهُ أصل من الكتاب والسنة، قَالَ صلى الله عليه وسلم: «خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» ([1]) فيُكثر من لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ،
([1])أخرجه: الترمذي رقم (3585).
الصفحة 1 / 348
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد