لَهُ الملْك، وله الحَمْد وَهُوَ عَلَى كل شَيْء
قدير، ويدعو بما تيسر لَهُ، ويجتهد فِي الدُّعَاء ولا يَكُون دُعَاء جماعيًّا
بصوتٍ واحدٍ فإن هَذَا من البِدَع، بل كلٌّ يَدْعُو لِنَفْسِهِ مُنْفَرِدًا..
ثَالِثًا: «ثُمَّ يدفع بعد الغُرُوب إِلَى المزدلفة» من وقف فِي النهار فإنه يَجِب عَلَيْهِ أن يبقى إِلَى أن تغرب الشَّمْس، ولا ينصرف قبل غروب الشَّمْس؛ لأن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وقف إِلَى أن غربت الشَّمْس وَلَمْ يأذن لأحد أن ينصرف قبل غروب الشَّمْس، فالوقوف بعرفة ركن، والاستمرار إِلَى غروب الشَّمْس لمن وقف نهارًا واجبٌ من تركه فَعَلَيْهِ دَم، ولو خرج قبل الغُرُوب وَرَجَعَ فَلَيْسَ عَلَيْهِ شَيْء، وإن لم يرجع فَعَلَيْهِ دَم، أَمَّا من وقف فِي اللَّيْل لَيْلَة العَاشِر فَهَذَا يجزئه أَقَلّ شَيْء من الوقوف، ولو مر بها مرورًا وَهُوَ محرم بِالحجِّ فإن هَذَا يجزئه؛ لِقَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَدِيث عُرْوَة بْن مضرس لما جَاءَ إِلَى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فِي مزدلفة آخر اللَّيْل قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالْمَوْقِفِ يَعْنِي بِجَمْعٍ قُلْتُ: جِئْتُ يَا رَسُولَ اللهِ، مِنْ جَبَلَيْ طَيٍّ أَكْلَلْتُ مَطِيَّتِي، وَأَتْعَبْتُ نَفْسِي، وَاللهِ مَا تَرَكْتُ مِنْ حَبْلٍ إِلاَّ وَقَفْتُ عَلَيْهِ، فَهَلْ لِي مِنْ حَجٍّ؛ لأنه لا يعرف عرفة، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَدْرَكَ مَعَنَا هَذِهِ الصَّلاَةَ» يَعْنِي صلاة الفَجْر بالمزدلفة «وَأَتَى عَرَفَاتٍ قَبْلَ ذَلِكَ لَيْلاً أَوْ نَهَارًا، فَقَدْ تَمَّ حَجُّهُ، وَقَضَى تَفَثَهُ» ([1]).
([1])أخرجه: أبو داود رقم (1950)، والترمذي رقم (891)، وأحمد رقم (18300).
الصفحة 2 / 348
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد