×
إِيضَاحُ العبَارَاتِ فِي شَرْحِ أَخْصَرِ المُختَصَراتِ الجزء الثاني

وَعَلَى الإِمَام منع مخذل، ومرجف، وَعَلَى الجَيْش طاعته والصبر مَعَهُ.

****

 ما عَلَى الإِمَام نحو الجَيْش وَمَا عَلَيْهِمْ نحوه:

الجِهَاد لَيْسَ فوضى وَإِنَّمَا هُوَ بترتيب الإِمَام، والنظر فيه من صلاحياته، فيمنع المخذل أن يخرج مَعَ المجاهدين، وَهُوَ الَّذِي يخذل الجَيْش عَن القِتَال ويخوفهم بالعدو قَالَ سبحانه وتعالى: ﴿لَوۡ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمۡ إِلَّا خَبَالٗا وَلَأَوۡضَعُواْ خِلَٰلَكُمۡ يَبۡغُونَكُمُ ٱلۡفِتۡنَةَ وَفِيكُمۡ سَمَّٰعُونَ لَهُمۡۗ وَٱللَّهُ عَلِيمُۢ بِٱلظَّٰلِمِينَ [التوبة: 47] أي فيكم من يقبل كَلاَم المخذل والمرجف الَّذِي يخوف المُسْلِمِينَ، وينشر الرُّعْب بينهم.

قَوْله: «وَعَلَى الجَيْش طاعته والصبر مَعَهُ» أي يَجِب عَلَى الجَيْش طاعة القَائِد سَوَاء كَانَ الإِمَام العَام أو من ينيبه الإِمَام، عَلَيْهِمْ طاعته بالمعروف، لا يعصون قَائِدهم ما دام إنه لا يأمر بِمَعْصِيَة؛ لأَِنَّهُم إِذا عصوه حَصَلَ الخَلَل قَالَ عز وجل: ﴿وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَا تَنَٰزَعُواْ فَتَفۡشَلُواْ وَتَذۡهَبَ رِيحُكُمۡۖ وَٱصۡبِرُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّٰبِرِينَ [الأنفال: 46]، فَلاَ ينازع القَائِد أَحَد من الجَيْش، وَإِنَّمَا يطيعونه ما دام أنه لم يأمر بِمَعْصِيَة، أَمَّا إِذا أمر بِمَعْصِيَة فَلاَ طاعة لمخلوقٍ فِي مَعْصِيَة الخَالِق، قَد قَالَ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ، وَمَنْ يَعْصِنِي فَقَدْ عَصَى اللهَ، وَمَنْ يُطِعِ الأَْمِيرَ فَقَدْ أَطَاعَنِي، وَمَنْ يَعْصِ الأَْمِيرَ فَقَدْ عَصَانِي» ([1])، وفي حَدِيث عَلِيّ بْن أبي طالب رضي الله عنه قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم سَرِيَّةً فَاسْتَعْمَلَ رَجُلاً مِنَ الأَْنْصَارِ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يُطِيعُوهُ، فَغَضِبَ، فَقَالَ: أَلَيْسَ أَمَرَكُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ تُطِيعُونِي؟ قَالُوا: بَلَى، قَالَ:


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (2957)، ومسلم رقم (1835).