×
إِيضَاحُ العبَارَاتِ فِي شَرْحِ أَخْصَرِ المُختَصَراتِ الجزء الثاني

يلزم كل مُسْلِم مُكلَّف قَادِر، برؤية الهلال، ولو من عدلٍ، أو بِإِكْمَال شعبان، أو وجود مانعٍ من رُؤْيَته لَيْلَة الثَّلاَثِينَ مِنْهُ كغيمٍ وجبلٍ وغيرهما، وإن رئي نهارًا فَهُوَ للمقبلة.

****

أَمَّا الصِّيَام فِي الشَّرْع: فَهُوَ إِمْسَاك عَن المفطرات الحسية والمعنوية بنيةٍ من طلوع الفَجْر الثَّانِي إِلَى غروب الشَّمْس.

من يلزمه الصِّيَام:

أولاً: «يلزم كل مُسْلِم» أي يلزم صِيَام رمضان كل مُسْلِم، أَمَّا الكَافِر فَلاَ يطالب بِالصِّيَامِ حَتَّى يسلم، فَإِذَا أسلم فإنه يطالب بِالصِّيَامِ وببقية أَرْكَان الإِسْلاَم.

ثَانِيًا: «مُكلَّف» يخرج بِذَلِكَ الصَّغِير والمجنون، الصَّغِير: الَّذِي لم يبلغ، والمجنون: الَّذِي لَيْسَ لَهُ عقل، فَلاَ يَجِب عَلَيْهِمَا صِيَام؛ لأَِنَّهُمَا فاقدان للعقل، وَالصِّيَام عبَادَة تحتاج إِلَى نية، والصغير والمجنون لَيْسَ لَهُمَا نية، إلا أن الصَّغِير المميز يؤمر بِالصِّيَامِ ليعتاد عَلَيْهِ، ويكون لَهُ تطوعًا.

ثَالِثًا: «قَادِر» بأن كَانَ يقدر عَلَى الصِّيَام أَدَاء أو قَضَاء؛ لِقَوْلِهِ عز وجل: ﴿فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهۡرَ فَلۡيَصُمۡهُۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٖ فَعِدَّةٞ مِّنۡ أَيَّامٍ أُخَرَۗ [البَقَرَة: 185]، أَمَّا إِذا كَانَ مُكلَّفا لَكِن لا يقدر عَلَى الصِّيَام لا أَدَاء ولا قَضَاء؛ كالكبير الهرم، والمريض المرض المزمن الَّذِي لا يستطيع مَعَهُ الصِّيَام، فَهَذَا تجب عَلَيْهِ الكَفَّارَة، قَالَ عز وجل: ﴿وَعَلَى ٱلَّذِينَ يُطِيقُونَهُۥ فِدۡيَةٞ طَعَامُ مِسۡكِينٖۖ [البقرة: 184]، أي يدفعون الفدية عَن كل يَوْم بمقدار إطعام مسكين وَهُوَ نصف الصَّاع من قُوتِ البَلَد.


الشرح