الصَّلاَة يسلم
عَلَى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وَعَلَى صاحبيه، فالذي يُسافَرُ لَهُ
هُوَ المَسْجِد النبوي؛ لأجل الصَّلاَة فيه، لا القبور، وَإِنَّمَا تدخل زِيَارَة
القبور تبعًا لِزِيَارَة المَسْجِد، قَالَ صلى الله عليه وسلم: «لاَ
تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلاَّ إِلَى ثَلاَثَةِ مَسَاجِدَ؛ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ،
وَمَسْجِدِي هَذَا، وَمَسْجِدِ الأَْقْصَى»، والسفر إِلَى هَذِهِ المَسَاجِد
من أجل الصَّلاَة فِيهَا سُنة والأجر فِيهَا مضاعف، صلاة فِي المَسْجِد الحَرَام
عَن مئة ألف صلاة، وصلاة فِي مَسْجِد الرَّسُول صلى الله عليه وسلم
عَن ألف صلاة، ([1])، وصلاة فِي
المَسْجِد الأَقْصَى عَن خَمْسمِائَة صلاة ([2]).
الشَّرْط الثَّانِي: أن تكون
الزِّيَارَة من الرِّجَال دون النِّسَاء؛ لِقَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم: «لَعَنَ
اللهُ زَوَّارَاتِ الْقُبُورِ» ([3]).
فَزِيَارَة قبر النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وقبري صاحبيه إِنَّمَا تدخل تبعًا، فمن زَارَ المَسْجِد يُستحب لَهُ أن يزور قبر الرَّسُول صلى الله عليه وسلم وقبري صاحبيه، ولا علاقة بِزِيَارَة المَسْجِد النبوي بِالحجِّ؛ لأن زِيَارَة المَسْجِد النبوي لَيْسَ لها وقت محدد، وَلَكِن الفقهاء يذكرونها بعد الحَجّ؛ لأن الحجَّاج يأتون من بعيد فيسهل عَلَيْهِمْ أن يزوروا مَسْجِد الرَّسُول صلى الله عليه وسلم بعد الحَجّ؛ لأن هَذَا يوفر عَلَيْهِمْ سفرًا آخر، لا لأن زِيَارَة المَسْجِد النبوي مُتَعَلِّقَة بِالحجِّ أو مكملة لِلْحجِّ، فمن حجّ وَلَمْ يزر المَسْجِد النبوي فحجه كامل، هَذَا هُوَ الَّذِي يَجِب أن يُفهم فِي هَذِهِ المَسْأَلَة، وَالأَحَادِيث الَّتِي
([1])أخرجه: ابن ماجه رقم (1406)، وأحمد رقم (14694).
الصفحة 1 / 348
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد