تُروى فِي ربط زِيَارَة قبر الرَّسُول صلى
الله عليه وسلم بِالحجِّ، مِثْل: «مَنْ حَجَّ فَلَمْ يَزُرْنِي فَقَدْ
جَفَانِي»، «مَنْ زَارَ قَبْرِي وَجَبَتْ لَهُ شَفَاعَتِي»، وأمثالها
هَذِهِ كلها أَحَادِيث لا تصح، بل مِنْهَا ما هُوَ ضَعِيف لا يُحتج به، ومنها ما
هُوَ موضوع، فكلها لا تصلح للاحتجاج، وَقَد نَبَّهَ عَلَى ذَلِكَ الحفاظ؛ كشيخ
الإِسْلاَم ابْن تيمية، والإمام ابْن القيم، وَابْن عبد الهادي، وَابْن حجر
العَسْقَلاَنِيّ نبهوا عَلَى أن هَذِهِ الأَحَادِيث كلها لا تصلح للاحتجاج؛
لأَِنَّهَا إِمَّا ضَعِيفَة شديدة الضَّعْف وَإِمَّا موضوعة، وَإِنَّمَا تدخل
زِيَارَة قبره صلى الله عليه وسلم تبعًا لِزِيَارَة مسجده، ليجمع بَين
الفضيلتين، وَلَمْ يَصِحّ فِي زِيَارَة قبره خَاصَّة حَدِيث واحد، وَإِنَّمَا
صَحَّت الأَحَادِيث فِي زِيَارَة القبور عُمُومًا، ويدخل فِيهَا قبر النَّبِيّ صلى
الله عليه وسلم من بَاب أولى، فينبغي أن يُفهم هَذَا.
نَحْنُ لا نمنع من
زِيَارَة قبر النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم مُطْلَقًا، وَإِنَّمَا نمنع من
السَّفَر؛ لقصدِ زِيَارَة القبور، ونمنع كَذَلِكَ بأن تعلق زِيَارَة مسجده
بِالحجِّ.
وصفة السَّلاَم
عَلَى الرَّسُول صلى الله عليه وسلم وَعَلَى صاحبيه كما كَانَ ابْن عمر
رضي الله عنهما يفْعَل أن يقف مستقبلاً وجهه الشَّرِيف ويقول:
السَّلاَم عَلَيْك يا رَسُول الله ورحمة الله وبركاته ثُمَّ يتأخر قليلاً عَلَى
يَمِينه ويقول: السَّلاَم عَلَيْك يا أبا بكر الصّديق ورحمة الله وبركاته ثُمَّ
يتأخر قليلاً عَن يَمِينه ويقول: السَّلاَم عَلَيْك يا عمر ورحمة الله وبركاته ثُمَّ
ينصرف ولا يتمسح بجدران الحُجْرَة ولا يَدْعُو الرَّسُول ولا يستغيث به أو يطلب
مِنْهُ حَاجَة أو يشكو إِلَيْهِ مشكلة، فإن هَذَا شرك أو وسيلة إِلَى الشِّرْك ولا
يَدْعُو الله مُسْتَقْبل القبر، وَإِنَّمَا يَدْعُو فِي المَسْجِد مُسْتَقْبل
القبلة، ويزور قبور البَقِيع، وقبور شهداء أَحَد مَعَ الالتزام بالأحكام الشرعية
فِي الزِّيَارَة.
الصفحة 2 / 348
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد