ٱلۡمَشۡعَرِ ٱلۡحَرَامِۖ﴾ [البَقَرَة:198]،
والمشعر الحَرَام فِي مُزدلفة، وَقَد بَيَّنَ النَّبِيُّ صلى الله عليه
وسلم ذكر الله الَّذِي أمره الله به عِنْدَ المشعر الحَرَام، وَهُوَ جمع
الصَّلاَتَيْنِ أَوَّل ما يصل والمبيت فِيهَا وصلاة الفَجْر فِيهَا، وَالدُّعَاء
بعد صلاة الفَجْر، كل هَذَا ذكر لله عز وجل، والمشعر الحَرَام:
قِيلَ: مزدلفة كلها، وَقِيلَ: الجَبَل الصَّغِير الَّذِي عَلَيْهِ المَسْجِد
الآنَ، وَالنَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وقف عِنْدَ الجَبَل بعد الفَجْر،
وَدَعَا وَقَالَ: «وَقَفْتُ هَاهُنَا وَجَمْعٌ كُلُّهَا مَوْقِفٌ» ([1]) يَعْنِي: أن مزدلفة
كلها مَوْقِف، تقف فِيهَا وتدعو الله فِي أي مَكَان مِنْهَا.
ثَالِثًا: «فَإِذَا صَلَّى
الصُّبْح أَتَى المشعر الحَرَام، فرقاه ووقف عِنْدَهُ، وحمِدَ الله وكبَّرَ وقرأ ﴿فَإِذَآ أَفَضۡتُم مِّنۡ عَرَفَٰتٖ فَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ عِندَ ٱلۡمَشۡعَرِ ٱلۡحَرَامِۖ﴾ [البَقَرَة:198]، كل هَذَا ذكر لله
عز وجل وكله عِنْدَ المشعر الحَرَام.
رابعًا: «ويدعون حَتَّى يسفر، ثُمَّ يدفع إِلَى منى» قبل طلوع الشَّمْس مخالفة للمشركين؛ لأن المشركين كَانُوا يبقون فِي مزدلفة إِلَى أن تطلع الشَّمْس وَتَكُون عَلَى رؤوس الجِبَال ثُمَّ يدفعون، فَالنَّبِيّ صلى الله عليه وسلم خالفهم، ودفع قبيل طلوع الشَّمْس ([2]).
([1])أخرجه: مسلم رقم (1218).
الصفحة 2 / 348
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد