وَخِيَار
تَدْلِيس بما يَزِيد به الثّمن كتصرية وتسويد شعر جَارِيَة.
وَخِيَار غبنٍ
وعيبٍ وَتَدْلِيس عَلَى التَّرَاخِي، ما لم يوجد دَلِيل الرِّضَا، إلا فِي تصريةٍ
فثلاثة أَيَّام.
****
النَّوْع الرَّابِع: «خِيَار
تَدْلِيس» والتدليس تفعيل من الدلسة وَهِيَ الظُّلْمَة، وَذَلِكَ أن يدلس
البَائِع عَلَى المُشْتَرِي بأن يزوق السِّلْعَة، فيظهرها بالمظهر غير الصَّحِيح،
فيزيد الثّمن بِسَبَب ذَلِكَ، ثُمَّ يتبين بعد ذَلِكَ أن هَذَا التَّدْلِيس لا
حَقِيقَة لَهُ، فَإِذَا ثَبت هَذَا فإن المُشْتَرِي لَهُ الخِيَار.
والتدليس يَكُون
بِسَبَب تصرية لبن الدَّابَّة بأن يترك حلبها مُدَّة فيتجمع الحليب فِي ضَرْعهَا
فيظنها المُشْتَرِي كَثِيرَة الحليب فيرغب بها، وَقَد نهى النَّبِيّ صلى الله
عليه وسلم عَن التَّصْرِيَة وأثبت الخِيَار لِلْمُشْتَرِي بسببها ([1])، ويكون التَّدْلِيس
بِسَبَب تسويد شعر الجَارِيَة بصبغه بالسواد فيظنها المُشْتَرِي شابة.
قَوْله: «بما يَزِيد به
الثّمن» أي: إِذا كَانَ التَّدْلِيس يحصل به زِيَادَة فِي الثّمن، أَمَّا إِذا
كَانَ التَّدْلِيس والتحسين لا يَزِيد به الثّمن فَهَذَا لا يُثْبِتُ الخِيَار.
قَوْله: «وَخِيَار غبنٍ وعيبٍ وَتَدْلِيس عَلَى التَّرَاخِي» أي الخِيَار فِي هَذِهِ الأَحْوَال عَلَى التَّرَاخِي لَيْسَ لَهُ مُدَّة محدودة، ما دام إنه لم يعلم بِوُجُودِهِ، فإنه مَتَى ما علم فله الخِيَار دفعًا لِلضَّرَرِ عَنْهُ، إلا فِي مَسْأَلَة وَاحِدَة وَهِيَ المُصَرَّاة؛ لأن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم حدد الخِيَار فِيهَا ثَلاَثَة أَيَّام ([2]).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد