كِتَابُ الصِّيَام
****
هَذَا هُوَ الرُّكْن الرَّابِع من أَرْكَان
الإِسْلاَم وَهُوَ صِيَام رمضان، فَهُوَ ركن من أَرْكَان الإِسْلاَم فقد فرضه الله
عَلَى المُسْلِمِينَ فِي قَوْل الله عز وجل: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا
كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ﴾ [البَقَرَة: 183]
إِلَى قَوْله عز وجل: ﴿فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهۡرَ فَلۡيَصُمۡهُۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا
أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٖ فَعِدَّةٞ مِّنۡ أَيَّامٍ أُخَرَۗ﴾ [البقرة: 185]،
وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «الإِْسْلاَمُ أَنْ تَشْهَدَ
أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَتُقِيمَ
الصَّلاَةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ
إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلاً» ([1]) فجعل صِيَام رمضان
من أَرْكَان الإِسْلاَم. وَقَد أَجْمَع المُسْلِمُونَ عَلَى فرضية صِيَام رمضان
فمن أنكر ذَلِكَ فإنه مُرْتَدّ عَن دين الإِسْلاَم يُسْتَتَاب، فإن تَابَ وإلا قتل
مرتدًا، وَأَمَّا من ترك الصِّيَام تكاسلاً مَعَ إِقْرَاره بِوُجُوبِهِ، فإنه لا
يكفر وَلَكِن يلزم بِالصِّيَامِ، ويعزز تعزيزًا بليغًا حَتَّى يلتزم الصِّيَام؛
لأنه ركن من أَرْكَان الإِسْلاَم.
وَقَد فرضه الله
عَلَى المُسْلِمِينَ فِي السنة الثَّانِيَة من الهجرة، وصامَ صلى الله عليه
وسلم رمضان تسعَ سنين، ثُمَّ توفاه الله.
وَالصِّيَام لغة: هُوَ الإِمْسَاك
عَن الكَلاَم، كما فِي قَوْله عز وجل: ﴿إِنِّي نَذَرۡتُ لِلرَّحۡمَٰنِ صَوۡمٗا فَلَنۡ أُكَلِّمَ ٱلۡيَوۡمَ إِنسِيّٗا﴾ [مريم: 26]، أي: صومًا عَن الكَلاَم؛ وَكَذَلِكَ الإِمْسَاك عَن الشَّيْء،
يُقَال لَهُ صِيَام، قَالَ الشَّاعِر:
خيل صِيَام وَأُخْرَى غير صائمةٍ*** تَحْتَ العجاج وَأُخْرَى تعلك اللجما
([1])أخرجه: مسلم رقم (8).
الصفحة 3 / 348
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد