بِأَمْر الله عز وجل، فَهُوَ يَقُول:
لبيك أي: إِجَابَة لندائك عَلَى لسان خليلك «لبيك اللهم لبيك» أي إِجَابَة
بعد إِجَابَة، وَقِيلَ مَعْنى «لبيك» من ألب بِالمَكَانِ يَعْنِي أقام، أي:
أنا مقيم عَلَى طاعتك.
وَقَوْله صلى الله عليه وسلم فِي التَّلْبِيَة: «لاَ شَرِيكَ لَكَ»؛ أي أنه يخلص حجه وعمرته وَجَمِيع أعماله لله عز وجل فَلاَ يَكُون فِيهَا شرك، ولا يَكُون فِيهَا رياء أو سمعة، ولا يَكُون فِيهَا بِدَع ومحدثات، قَالَ الله عز وجل: ﴿وَأَتِمُّواْ ٱلۡحَجَّ وَٱلۡعُمۡرَةَ لِلَّهِۚ﴾ [البَقَرَة: 196]، فقَوْله: يَعْنِي مخلصين لله عز وجل بهما، فَلاَ يشرك بالله بِدُعَاء الصَّالِحِينَ الاستغاثة بالأموات وطلب الحَوَائِج مِنْهُمْ، أو يحج طمعًا فِي دنيا أو رياء وسمعة وَإِنَّمَا يحج لله عز وجل، ابتغاء مرضاته، وَقَوْله: ﴿وَأَتِمُّواْ﴾ أي أَدّوا العُمْرَة وَالحجّ عَلَى وفق سنة رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، لِقَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم: «خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ» ([1]) فَيُشترط فِي الحَجّ كغيره من الأَعْمَال شرطان: الإِخْلاَص لله والمتابعة لِلرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم، فَلاَ يَكُون فِيهِمَا شرك، ولا يَكُون فِيهِمَا بِدْعَة ومخالفة لسنة الرَّسُول صلى الله عليه وسلم، وفي هَذَا مخالفة لأهل الجَاهِلِيَّة فإنهم كَانُوا يَقُولُونَ فِي تلبيتهم: «لَبَّيْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ إِلاَّ شَرِيكًا هُوَ لَكَ تَمْلِكُهُ وَمَا مَلَكَ» يُرِيدُونَ بِذَلِكَ من يعبدونهم من دون الله، ويقولون: ﴿هَٰٓؤُلَآءِ شُفَعَٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِۚ﴾ [يونس: 18]، فهم يَقُولُونَ: نَحْنُ لا نعبدهم، ولكنا جعلناهم وسائط بَيْننَا وبينك، فلبى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بالتوحيد الخَالِص الَّذِي يبطل قَوْل المشركين «إِلاَّ شَرِيكًا هُوَ لَكَ» فالله لَيْسَ لَهُ شريك مُطْلَقًا لا من الأَوْلِيَاء ولا من غَيرهم،
([1])أخرجه: مسلم رقم (1297).
الصفحة 2 / 348
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد