قَوْله: «وكلها مَوْقِف إلا بطن عرنة» يَعْنِي ينزل بعرفة وكلها مَوْقِف للحجاج، فينزل بما تيسر مِنْهَا، وَقَد حُددت الآنَ بعلامات مكتوب عَلَيْهَا عبارة «حدود عرفة»، فيدخل دَاخِل العَلاَمَات ليكون فِي عرفة، ولا يقف خَارِج العَلاَمَات؛ لأَِنَّهَا لَيْسَت من عرفة، وَالمَوْقِف الَّذِي وقف فيه الرَّسُول صلى الله عليه وسلم هُوَ عِنْدَ جبل الرَّحْمَة لَكِنَّهُ قَالَ: «وَقَفْتُ هَا هُنَا، وَعَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ» ([1]) لئلا يتزاحم النَّاس عَلَى المَكَان الَّذِي وقف فيه الرَّسُول صلى الله عليه وسلم، وَلِهَذَا قَالَ: «عَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ» وَلَمْ يستثن إلا بطن عرنة، قَالَ: «وَارْفَعُوا عَنْ بَطْنِ عُرَنَةَ» ([2])، وبطن عرنة: هُوَ الوادي المعروف، ومسجد عرفة بَعْضه بعرفة، وَبَعْضه بعرنة، وَهُوَ المَكَان الَّذِي صَلَّى فيه النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، وخطب فيه ثُمَّ انْتَقَلَ إِلَى عرفة ووقف فِيهَا، هَكَذَا فعل النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، فَهُوَ نزل بنَمِرَة وصلَّى الظّهْر والعصر بعرنة، ووقف بعرفة، وَلَيْسَ بلازم أنك تنزل بنمرة، أو تُصَلِّي بعرنة؛ لأن هُنَاك صعوبة عَلَى الحجَّاج، فَإِذَا وصلت إِلَى عرفة ونزلْتَ فِي داخلها فإن هَذَا هُوَ الموافق للسنة، وَمَا يفعله الجُهَّال من الذِّهَاب إِلَى الجَبَل والصعود عَلَيْهِ والتبرك به، أو التمسح بالعمود الَّذِي فَوْقَ جبل الرَّحْمَة، وَبَعْضهم يصلي إِلَيْهِ، كل هَذَا من الجهالات ومن الشِّرْك وَالبِدَع والدين ولله الحَمْد دين يسر ما كلف الحجَّاج إِلَى أَنَّهُم يذهبون إِلَى جبل الرَّحْمَة، بل قَالَ: «وَقَفْتُ هَا هُنَا، وَعَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ» ([3]) تيسيرًا عَلَى النَّاس.
([1])أخرجه: مسلم رقم (1218).
الصفحة 2 / 348
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد