نسخ الأَمْر بذبح إِسْمَاعِيل وفداه، فَقَالَ عز
وجل: ﴿وَفَدَيۡنَٰهُ
بِذِبۡحٍ عَظِيمٖ﴾ [الصافات:107]، يَعْنِي: كبش عَظِيم فذبحه فدية عَن إِسْمَاعِيل عليه
السلام، فَصَارَ ذبح الأُضْحِيَة سنة لِلْمُسْلِمِينَ إِلَى أن تقوم السَّاعَة
فَهِيَ سنة مؤكدة، وَبَعْض العُلَمَاء يرون أنها واجبة، وَلَكِن الجُمْهُور عَلَى
أنها سنة مؤكدة، حَتَّى قَالَ شَيْخ الإِسْلاَم: ((لو استدان أو اقترض من أجل أن
يضحي فإنه يستحسن)).
والأضحية تذبح فِي البُيُوت، وبين الأَهْل والأولاد ليفرحوا بها، ويأكلوا مِنْهَا، ويتصدقوا، ولا يجزئ عَن الأُضْحِيَة أن يدفع دَرَاهِم مِثْل ما يَقُول بَعْض الجُهَّال: النَّاس لا يأكلون اللحم اليَوْم فتصدقوا بدلاً من الذَّبْح، وَلَمْ يعلموا أن الأُضْحِيَة لَيْسَت من أجل اللحم فَقَط وَإِنَّمَا هِيَ عبَادَة لله عز وجل يتقرب بها إِلَيْهِ، فَهَذَا تعطيل لهذه الشعيرة، وهذه العِبَادَة، وَبَعْضهم يَقُول: ابعثوا ثمنها إِلَى الخَارِج يُشترى بها أضحية هُنَاك عِنْدَ الفقراء، وَهَذَا لا يحصل به المَشْرُوع؛ لأن المَشْرُوع أن تَكُون فِي البَيْت كما كَانَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يفْعَل، فَهِيَ عبَادَة لله وليست من أجل اللحم فَقَط، وتُفعل فِي البَيْت من أجل أن يَكُون لها تأثير عَلَى أهل البَيْت بِالبَرَكَةِ والخير، فهؤلاء يحولون العِبَادَات إِلَى أُمُور دنيوية، فَالعِبَادَات لا تغير، بل لا تحول لاَ بُدَّ تُنفذ عَلَى ما جَاءَ عَن الرَّسُول صلى الله عليه وسلم فَلاَ تُذبح فِي مَكَان غير البَيْت، وَلَمْ يَكُن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يرسل الأَضَاحِيّ إِلَى مَكَّة، مَعَ أن مَكَّة أفضل من المَدِينَة، وَفِيهَا فقراء أَكْثَر من فقراء المَدِينَة، بل كَانَ يذبحها صلى الله عليه وسلم فِي بَيْته فِي المَدِينَة، ويأمر النَّاس إن أَرَدت أن تنفع إِخْوَانك
الصفحة 2 / 348
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد