كِتَاب الجِهَاد
****
قَوْله: «كِتَاب الجِهَاد» الجِهَاد مصدر جاهد جهادًا أي بَذَلَ جهده فِي طاعة الله عز وجل، وأفضل ذَلِكَ جهاد الكُفَّار.
والجهاد أنواع:
النَّوْع الأَوَّل: جهاد النَّفْس، بأن يجاهدها عَلَى طاعة الله، فيلزمها بطاعةِ الله، ويمنعها عَن مَعْصِيَة الله.
النَّوْع الثَّانِي: جهاد شَيَاطِين الإِنْس والجن الَّذِينَ يوسوسون لِلإِْنْسَان ويدعونه إِلَى الضَّلاَل وإلى الأفكار المنحرفة، بأن يرفض أفكارهم ويرد عَلَى شُبُهَاتهم.
النَّوْع الثَّالِث: جهاد المنافقين، قَالَ عز وجل: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ جَٰهِدِ ٱلۡكُفَّارَ وَٱلۡمُنَٰفِقِينَ﴾ [التوبة: 73]، الكُفَّار يُجاهَدُون بِالسِّلاَحِ والمنافقون يُجَاهَدُون بِالحُجَّةِ والرد عَلَيْهِمْ؛ لأَِنَّهُم يدعون إِلَى البَاطِل وينهون عَن الحَقّ كما قَالَ الله عز وجل: ﴿ٱلۡمُنَٰفِقُونَ وَٱلۡمُنَٰفِقَٰتُ بَعۡضُهُم مِّنۢ بَعۡضٖۚ يَأۡمُرُونَ بِٱلۡمُنكَرِ وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمَعۡرُوفِ﴾ [التوبة: 67].
النَّوْع الرَّابِع: جهاد العُصَاة والفساق من المؤمنين وَذَلِكَ بِالأَمْرِ بالمعروف وَالنَّهْي عَن الْمُنْكَر، وإقامة الحُدُود والتعزيرات الرادعة.
النَّوْع الخَامِس: جهاد الكُفَّار وَهُوَ المَقْصُود هُنَا جهادهم بِالسِّلاَحِ لتكون كَلِمَة الله هِيَ العُلْيَا، ويكون دينه هُوَ الظَّاهِر عَلَى كل الأَدْيَان.
وَهَذَا الجِهَاد جَاءَ عَلَى مراحل:
المرحلة الأُولَى: كَانَ مُحَرَّمًا لما كَانَ المُسْلِمُونَ فِي مَكَّة لا قوة لَهُم ولا سلطة.
الصفحة 4 / 348
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد