×
إِيضَاحُ العبَارَاتِ فِي شَرْحِ أَخْصَرِ المُختَصَراتِ الجزء الثاني

كِتَاب الجِهَاد

****

 قَوْله: «كِتَاب الجِهَاد» الجِهَاد مصدر جاهد جهادًا أي بَذَلَ جهده فِي طاعة الله عز وجل، وأفضل ذَلِكَ جهاد الكُفَّار.

والجهاد أنواع:

النَّوْع الأَوَّل: جهاد النَّفْس، بأن يجاهدها عَلَى طاعة الله، فيلزمها بطاعةِ الله، ويمنعها عَن مَعْصِيَة الله.

النَّوْع الثَّانِي: جهاد شَيَاطِين الإِنْس والجن الَّذِينَ يوسوسون لِلإِْنْسَان ويدعونه إِلَى الضَّلاَل وإلى الأفكار المنحرفة، بأن يرفض أفكارهم ويرد عَلَى شُبُهَاتهم.

النَّوْع الثَّالِث: جهاد المنافقين، قَالَ عز وجل﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ جَٰهِدِ ٱلۡكُفَّارَ وَٱلۡمُنَٰفِقِينَ [التوبة: 73]، الكُفَّار يُجاهَدُون بِالسِّلاَحِ والمنافقون يُجَاهَدُون بِالحُجَّةِ والرد عَلَيْهِمْ؛ لأَِنَّهُم يدعون إِلَى البَاطِل وينهون عَن الحَقّ كما قَالَ الله عز وجل﴿ٱلۡمُنَٰفِقُونَ وَٱلۡمُنَٰفِقَٰتُ بَعۡضُهُم مِّنۢ بَعۡضٖۚ يَأۡمُرُونَ بِٱلۡمُنكَرِ وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمَعۡرُوفِ [التوبة: 67].

النَّوْع الرَّابِع: جهاد العُصَاة والفساق من المؤمنين وَذَلِكَ بِالأَمْرِ بالمعروف وَالنَّهْي عَن الْمُنْكَر، وإقامة الحُدُود والتعزيرات الرادعة.

النَّوْع الخَامِس: جهاد الكُفَّار وَهُوَ المَقْصُود هُنَا جهادهم بِالسِّلاَحِ لتكون كَلِمَة الله هِيَ العُلْيَا، ويكون دينه هُوَ الظَّاهِر عَلَى كل الأَدْيَان.

وَهَذَا الجِهَاد جَاءَ عَلَى مراحل:

المرحلة الأُولَى: كَانَ مُحَرَّمًا لما كَانَ المُسْلِمُونَ فِي مَكَّة لا قوة لَهُم ولا سلطة.


الشرح