كِتَاب البَيْع وَسَائِر المُعَامَلاَت
قَوْله: «كِتَاب
البَيْع وَسَائِر المُعَامَلاَت» لما فَرَغَ المُؤَلِّفُ رحمه الله من
بَيَان العِبَادَات انْتَقَلَ إِلَى بَيَان المُعَامَلاَت؛ لأن النَّاس بِحَاجَة
إِلَى طلب الرِّزْق، مَعَ إِتْقَان دينهم، فإن العَبْد مَعَ إِتْقَان أُمُور دينه
فإنه يتجه إِلَى طلب الرِّزْق، فَلاَ بُدَّ إِذًا من بَيَان أَحْكَام
المُعَامَلاَت، ما يحل مِنْهَا وَمَا يحرم؛ لأن هَذِهِ الشَّرِيعَة كاملة ما تركت
شَيْئًا إلا بينته فِي العِبَادَات وفي المُعَامَلاَت، وفي غَيرهَا مِمَّا يحتاجه
النَّاس، وَقَوْله: «كِتَاب البَيْع وَسَائِر المُعَامَلاَت»
يَعْنِي مِثْل الإِجَارَة، وَالشَّرِكَةُ، والمزارعة، وغير ذَلِكَ مِمَّا فيه كسب
وطلب للرزق، والبيع هُوَ أَشْرَف أنواع المكاسب وَأَحْسَنهَا، إِذا خلا مِمَّا
يفسده أو يلوثه من المُحرمَات والمشتبهات، والمؤثرات الفاسدة كالغشِّ،
وَالخَدِيعَة، والكذب، والغرر، فإنه يَكُون من أطيب المكاسب بل يرى بَعْض
العُلَمَاء أنه أطيب المكاسب، وَالدَّلِيل عَلَى حل البَيْع الكتاب والسنة
وَالإِجْمَاع، والاعتبار الصَّحِيح، أَمَّا الكتاب فَقَالَ الله عز وجل: ﴿وَأَحَلَّ ٱللَّهُ ٱلۡبَيۡعَ وَحَرَّمَ ٱلرِّبَوٰاْۚ﴾ [البقرة: 275] وَقَالَ عز وجل: ﴿وَأَشۡهِدُوٓاْ إِذَا تَبَايَعۡتُمۡۚ﴾ [البقرة: 282] وَقَالَ الله عز وجل فِي آية سُورَة الجُمُعَة: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَوٰةِ مِن يَوۡمِ
ٱلۡجُمُعَةِ فَٱسۡعَوۡاْ إِلَىٰ ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَذَرُواْ ٱلۡبَيۡعَۚ ذَٰلِكُمۡ
خَيۡرٞ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ ٩ فَإِذَا قُضِيَتِ
ٱلصَّلَوٰةُ فَٱنتَشِرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَٱبۡتَغُواْ مِن فَضۡلِ ٱللَّهِ
وَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ كَثِيرٗا لَّعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ﴾ [الجمعة: 9- 10]
قَالَ عز وجل: ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ ٱللَّهُ أَن تُرۡفَعَ
وَيُذۡكَرَ فِيهَا ٱسۡمُهُۥ يُسَبِّحُ لَهُۥ فِيهَا بِٱلۡغُدُوِّ وَٱلۡأٓصَالِ ٣٦ رِجَالٞ لَّا تُلۡهِيهِمۡ تِجَٰرَةٞ وَلَا بَيۡعٌ عَن
الصفحة 4 / 348
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد