×
إِيضَاحُ العبَارَاتِ فِي شَرْحِ أَخْصَرِ المُختَصَراتِ الجزء الثاني

 عبَادَة، فَلاَ يَجُوزُ أن تتخذ لكسب الدُّنْيَا وطمع الدُّنْيَا، وَكَذَلِكَ لا تستأجر من يحج عنك؛ لأن الحَجّ عبَادَة فَلاَ تؤاجر من يحج عنك، لَكِن تدفع لَهُ تكاليف الحَجّ وإن زَاده من غير مشارطة فَلاَ بَأس، والإمام يُعْطَى مكافأة عَلَى قيامه بِالإِمَامَةِ فِي الصَّلاَة بأن يدفع لَهُ من بَيْت المَال ما يكفيه؛ لأنه لاَ بُدَّ أن يتفرَّغ ويترك طلب الرِّزْق فيحتاج إِلَى ما يعينه عَلَى التفرغ للقيام بِالإِمَامَةِ، هَذَا يُسَمَّى رزق من بَيْت المَال ولا يُسَمَّى إِجَارَة؛ لأن بَيْت المَال لمصَالِح المُسْلِمِينَ، وَهَذَا مِنْهَا فأئمة المَسَاجِد والقضاة والمدرسون لا يقومون بِهَذِهِ الأَعْمَال ويتفرغون لَهَا إلا بإعطائهم ما يكفيهم لأَِنَّهُم يحتاجون إِلَى نفقات، فيعطون من بَيْت المَال ما يكفيهم، وَأَمَّا أنه يعقد عَلَيْهَا إِجَارَة فَلاَ يَجُوزُ هَذَا؛ لأن هَذَا من طلب الدُّنْيَا بعمل الآخِرَة، وَقَد قَالَ الله تَعَالَى عز وجل: ﴿مَن كَانَ يُرِيدُ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيۡهِمۡ أَعۡمَٰلَهُمۡ فِيهَا وَهُمۡ فِيهَا لَا يُبۡخَسُونَ ١٥ أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ لَيۡسَ لَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ إِلَّا ٱلنَّارُۖ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَٰطِلٞ مَّا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ [هود: 15، 16].


الشرح