لأنه عَطَّلَ شعيرةً عَظِيمَةً ركنًا من أَرْكَان الإِسْلاَم فيُقاتَل حَتَّى يَخضَع لها، مِمَّا يدل عَلَى أَهَمِّية الزَّكَاة ومكانتها فِي الإِسْلاَم. وَفِيهَا منافِع عَظِيمَة للمزكي وللمال وللمدفوعة إِلَيْهِ، وَهِيَ من محاسن هَذَا الدِّين العَظِيم، فَفِيهَا مواساة للمحتاجين، وَهِيَ حَقّ فِي المَال، وَقَد جَاءَ فِي الحَدِيث: «مَا مَنَعَ قَوْمٌ الزَّكَاةَ إِلاَّ مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ، وَلَوْلاَ الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا» ([1]) فَإِذَا مَنَعَ النَّاس زَكَاة أموالهم مُنعوا من القطر الَّذِي به حياتهم وحياة مواشيهم، وحياة زُرُوعهم وأشجارهم عُقُوبَة لَهُم، وَهَذَا شَيْء مشاهَد، فلو أن النَّاس يؤدون الزَّكَاة عَلَى كثرة الثَّرْوَة وتوفُّر الأَمْوَال ما بقي فِي المُسْلِمِينَ فقير، إِذا نُظمَت وأُوصلَت إِلَى مستحقيها، فَهِيَ عبَادَة عَظِيمَة وشعيرة كَبِيرَة من شعائر الإِسْلاَم، فَهِيَ قرينة الصَّلاَة فِي كِتَاب الله، فِي كَثِير من الآيَات، قَالَ عز وجل: ﴿وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ وَٱرۡكَعُواْ مَعَ ٱلرَّٰكِعِينَ﴾ [البَقَرَة: 43]، ﴿وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَيُطِيعُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓۚ﴾ [التوبة: 71]، فمن فَرَّقَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الصَّلاَة قُوتل حَتَّى يؤديها؛ كما قَالَ أَبُو بكر الصِّدِّيق رضي الله عنه: «وَاللهِ لَأُقَاتِلَنَّ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ» ([2]).
([1])أخرجه: ابن ماجه رقم (4019)، والحاكم رقم (8623)، والبيهقي في الشعب رقم (3042).
الصفحة 7 / 348
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد