×
إِيضَاحُ العبَارَاتِ فِي شَرْحِ أَخْصَرِ المُختَصَراتِ الجزء الثاني

 يدخله الخَطَأ، والفلكيون يختلفون فِي حساباتهم، فمن يُؤْخَذ بِقَوْلِهِ؟!! أَمَّا الهلال فإنه لا يخطئ، يرى بالبصر لَيْسَ مجال خَطَأ، وإكمال الشَّهْر ثَلاَثِينَ إِذَا لَمْ ير الهلال لَيْسَ مجال لِلْخَطَأِ، وأيضًا الحِسَاب الفلكي لَيْسَ كل أَحَد يعرفه، وصيام رمضان عام للحاضرة والبادية، والفلكي وغير الفلكي، فكونك تجبر الَّذِينَ لا يعرفون الحِسَاب الفلكي أن يعملوا به فإنك تلزمهم بِغَيْر ما شرعه الله، والرؤية علامة واضحة والحمد لله، وَلَيْسَ لهؤلاء القائلين بالعمل بالحساب الفلكيِّ شُبْهَة إلا أَنَّهُم يَقُولُونَ ليتوحد المُسْلِمُونَ بِذَلِكَ ولا يختلفوا فِي بداية الصِّيَام، فنقول: الاِخْتِلاَف فِي بداية الصِّيَام يحصل؛ لأن رُؤْيَة الهلال تختلف، باختلاف المطالع والمطالع تختلف بِاتِّفَاق أهل المعرفة، كما قَالَ شَيْخ الإِسْلاَم ابْن تيمية فَهِيَ تختلف بِالنِّسْبَةِ لأهل الأَرْض فكونك تلزم أهل الأَرْض كلهم أن يصوموا برؤية هلالٍ بعيدٍ عَن قطرهم هَذَا لا يتلاءم مَعَ الوَاقِع ولا مَعَ الشَّرْع وَفِيهِ عسر. والله لا يُرِيد بنا العُسْر بل يُرِيد بنا اليُسْر. واليسر أن يصوم أهل كلِّ مطلع برؤيتهم، وتوحد المُسْلِمِينَ لا يحصل بتوحد بداية الصِّيَام وَإِنَّمَا يحصل بإصلاح العَقِيدَة؛ لأن الَّذِي فرق المُسْلِمِينَ لَيْسَ اخْتِلاَفهم ببداية الصِّيَام وَإِنَّمَا الَّذِي فرق المُسْلِمِينَ هُوَ اخْتِلاَف العَقِيدَة، وَالخُرُوج عَن العَقِيدَة الصَّحِيحَة المأخوذة من كِتَاب الله وسنة رَسُوله صلى الله عليه وسلم وَمَا عَلَيْهِ سلف الأمة، إِلَى تقليد آبَائِهِم فِي الضَّلاَل، كل لَهُ عَقِيدَة، كل لَهُ نحلة، هَذَا الَّذِي فرق النَّاس، فَإِذَا كنتم تريدون أن تجمعوا المُسْلِمِينَ، فأصلحوا عَقِيدَتهم عَلَى الكتاب والسنة،


الشرح