أو فِي المَسْجِد الأَقْصَى، فَحِينَئِذٍ لاَ
يَجُوز لَهُ الاِعْتِكَاف فِي غَيرهَا من المَسَاجِد، لَكِن إِذا نذر فِي المفضول
مِنْهَا أَجْزَأَهُ فِي الفاضل، فَإِذَا نذر أن يعتكف فِي المَسْجِد الأَقْصَى
المُبَارَك أَجْزَأَهُ أن يعتكف فِي المَسْجِد النبوي أو المَسْجِد الحَرَام؛
لأَِنَّهُمَا أفضل من المَسْجِد الأَقْصَى، وَإِذَا نذره فِي المَسْجِد النبوي
أَجْزَأ أن يعتكفه فِي المَسْجِد الحَرَام؛ لأن المَسْجِد الحَرَام أفضل من
المَسْجِد النبوي.
وَهَذَا مَعْنى قَوْله: «وأفضلها المَسْجِد الحَرَام، ثُمَّ مَسْجِد النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، فالأقصى»؛ لِقَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم: «لاَ تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلاَّ إِلَى ثَلاَثَةِ مَسَاجِدَ مَسْجِدِي هَذَا، وَمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدِ الأَْقْصَى» ([1])؛ لأن هَذِهِ مَسَاجِد الأَنْبِيَاء عَلَيْهِمْ السَّلاَم، المَسْجِد الحَرَام هُوَ مَسْجِد إِبْرَاهِيم، وَالمَسْجِد النبوي مَسْجِد نَبِيّنَا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم، وَالمَسْجِد الأَقْصَى مَسْجِد إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم، أو مَسْجِد يعقوب بْن إِسْحَاق، فَهِيَ مَسَاجِد الأَنْبِيَاء؛ وَلِذَلِكَ صَارَ لها خاصية عَلَى غَيرهَا، وأفضلها المَسْجِد الحَرَام، ثُمَّ المَسْجِد النبوي، ثُمَّ المَسْجِد الأَقْصَى؛ لأن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم رتبها بِهَذَا اللَّفْظ، وأيضًا فِي الثَّوَاب فَقَالَ: صلاة فِي المَسْجِد الحَرَام عَن مئة ألف صلاة، وصلاة فِي المَسْجِد النبوي عَن ألف صلاة ([2])، وصلاة فِي المَسْجِد الأَقْصَى عَن خَمْسمِائَة صلاة ([3]).
([1])أخرجه: البخاري رقم (1189)، ومسلم رقم (1397).
الصفحة 3 / 348
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد