ثَانِيًا: «تنظف»
وَذَلِكَ بِأَخْذ ما يحتاج إِلَى أَخذه مِمَّا شُرع أَخذه من الأَظْفَار الطويلة،
وجز الشَّوَارِب إِذا كَانَت طويلة، وَأخذ شعر الآبَاط، وَأخذ شعر العَانَة؛ لأن
هَذِهِ تؤذيه لو تركها قَد يطول وقت الإِحْرَام فتؤذيه هَذِهِ الأَشْيَاء، وأيضًا
لأجل أن يتجمل لِلإِْحْرَامِ؛ لأن هَذِهِ من خصال الفِطْرَة.
ثَالِثًا: «تطيب فِي بدن»
إِذا اغتسل وتنظف وَأخذ ما يُشرع أَخذه فإنه يتطيب بِأَحْسَن يجده من طيب؛ لأن
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يتطيب عِنْدَ الإِحْرَام، قَالَت
عَائِشَة رضي الله عنها: «كُنْتُ أُطَيِّبُ رَسُولَ اللهِ صلى
الله عليه وسلم لِإِحْرَامِهِ حِينَ يُحْرِمُ، وَلِحِلِّهِ قَبْلَ أَنْ يَطُوفَ
بِالْبَيْتِ» ([1])، وَالمَرْأَة
كَذَلِكَ تتطيب، وَلَكِن لا تتطيب بالطيب الَّذِي تظْهر رائحته، وَإِنَّمَا تتطيب
بما يقطع الرَّائِحَة الكريهة من الطّيب الَّذِي لا ينتشر رِيحه بَعِيدًا عَنْهَا.
وَقَوْله: «وكره فِي ثَوْب»
أي: لا يتطيب المحرم فِي ثَوْبه، وَإِنَّمَا يطيب بدنه.
رابعًا: «وَإِحْرَام بِإِزَار ورداء أَبْيَضَيْن» بِالنِّسْبَةِ للرجل، يتجرد من جَمِيع أنواع المخيطات سَوَاء كَانَت مخيطة عَلَى البدن كله كالثياب، أو عَلَى بَعْض البدن كالسراويل، أو ما نُسج عَلَى قدر البدن، أو عَلَى قدر العُضْو؛ لأن هَذَا مِثْل المخيط، فيتجرد مِنْهَا جَمِيعًا؛ ويستبدلها بِالإِزَارِ والرداء، هَكَذَا فعل النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم تجرد من المخيطات وأحرم صلى الله عليه وسلم بِإِزَار ورداء ([2])؛ ويُستحب أن يَكُون الإِزَار والرداء أَبْيَضَيْن
([1])أخرجه: البخاري رقم (1539)، ومسلم رقم (1189).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد