فِي ٱلدِّينِۗ﴾ [التوبة: 11]، وَكَذَلِكَ من لم يستجب ولكنه كفَّ شرَّهُ واقتصر كفره عَلَيْهِ فَهَذَا أَيْضًا يترك ولا يقاتل، والمُسْلِمُونَ يقصدون بِالقِتَالِ مَصْلَحَة البشرية، وَالَّذِي يناله المُسْلِمُونَ من المَشَقَّة فِي الجِهَاد أَكْثَر من الَّذِي ينال الكُفَّار، قَالَ عز وجل: ﴿وَلَا تَهِنُواْ فِي ٱبۡتِغَآءِ ٱلۡقَوۡمِۖ إِن تَكُونُواْ تَأۡلَمُونَ فَإِنَّهُمۡ يَأۡلَمُونَ كَمَا تَأۡلَمُونَۖ وَتَرۡجُونَ مِنَ ٱللَّهِ مَا لَا يَرۡجُونَۗ﴾ [النساء: 104]، وَلَكِنَّهُم يُرِيدُونَ بِذَلِكَ مَصْلَحَة البشرية؛ لأنَّ اللهَ أرْسل رَسُوله رَحْمَة للعالمين، قَالَ عز وجل: ﴿وَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ إِلَّا رَحۡمَةٗ لِّلۡعَٰلَمِينَ﴾ [الأنبياء: 107]، فرسالته عامة لاَ بُدَّ أن تأخذ طَرِيقهَا وسبيلها إِلَى النَّاس؛ لأجل إِمَّا أن يدخلوا فِي الإِسْلاَم، وَإِمَّا أن تقوم عَلَيْهِمْ الحُجَّة لئلا يقولوا: ما جاءنا من بشير ولا نذير، فَهَذَا هُوَ الغَرَض من الجِهَاد فِي سَبِيل الله عز وجل، وَهُوَ أفـضل الأَعْمَال وَقَد سَأَلَ رَجُل رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عَن شَيْء أفـضل من الجِهَاد فَقَالَ: «لا تطيقه»، فسأله وألحَّ عَلَيْهِ فَقَالَ: «هَل تستطيع إِذا خرج المجاهد أن تقوم ولا تفتر، وأن تصوم ولا تفطر؟» ([1]) فأجر المجاهد عَظِيم؛ كأجر القَائِم الَّذِي لا يفتر، وَأجر الصَّائِم الَّذِي لا يُفْطِر، وفي الجنَّة مئة دَرَجَة ما بَين كل درجتين كما بَين السَّمَاء وَالأَرْض أعدها الله للمجاهدين فِي سبيله ([2])، قَالَ عز وجل: ﴿لَّا يَسۡتَوِي ٱلۡقَٰعِدُونَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ غَيۡرُ أُوْلِي ٱلضَّرَرِ وَٱلۡمُجَٰهِدُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ بِأَمۡوَٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡۚ فَضَّلَ ٱللَّهُ ٱلۡمُجَٰهِدِينَ بِأَمۡوَٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡ عَلَى ٱلۡقَٰعِدِينَ دَرَجَةٗۚ وَكُلّٗا وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ وَفَضَّلَ ٱللَّهُ ٱلۡمُجَٰهِدِينَ عَلَى ٱلۡقَٰعِدِينَ أَجۡرًا عَظِيمٗا
([1])أخرجه: مسلم رقم (1878).
الصفحة 4 / 348
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد