المقدمة
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصَّلاةُ والسَّلام على
عبدِه ورسولِه وخليلِه، وأمينه على وحيِه، وخيرتِه من خَلقِه؛ نبيِّنا وإمامنا
وسيدنا محمدٍ بنِ عبدِ اللهِ، وعلى آلِه وأصحابِه، ومَن سَلَك سبيلَه واهتدى
بهُدَاه إلى يومِ الدِّين؛ أمَّا بعد:
فهذه جملةٌ من الدُّروس والفَتَاوى في الحَج، لفضيلةِ
الشَّيخ العلامة: صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان، عُضْو هيئةِ كبارِ العلماء، وعُضو
اللجنةِ الدَّائمة للبحوث العلمية والإفتاء - وفَّقَه الله -؛ ألقاها وأجابَ عنها
في مُخيَّم اللجنةِ الدَّائمة للبُحوثِ العلميةِ والإفتاء في مِنَى.
قمتُ بتسجيلها من عام 1422هـ - إلى عام 1427هـ، وبعد
تفريغِها من الأشرطة، عرضتُها على فضيلتِه فقام بمُراجعتِها وإصلاحِها بما يُناسب
أن تَخرُج في كتاب.
ولا شكَّ أنَّ من ضمن الدُّروس والفَتَاوى ما يتعلَّق
بغيرِ الحجِّ مثل العقيدةِ والعباداتِ والمعاملات وغيرِها، فرأى فضيلةُ الشيخِ
صالحُ أنْ تُفرَد الدُّروسُ والفتاوى المتعلِّقة بالحج في كتابٍ مستقِل، وما سواها
يطبع لاحقًا إن شاء الله - تعالى -.
وقد بلغتْ دروسُ الحج: ثلاثين درسًا، والفتاوى تسعَ مئة
وثمانٍ وتسعين فتوى.
وقمتُ بترتيبِ الدُّروسِ وقدمْتُها في أوَّل الكتاب. ثم
رتبْتُ الفَتاوى حسْبَ أبوابِ الحج. ووضعْتُ عناوين للدُّروس والفَتَاوى.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد