السُّؤَال (555): الذي لمْ يذهبْ
إِلَى مُزْدَلِفَةَ مِن عَرَفَةَ وذهَب إِلَى مِنًى، فماذا عليه وهلْ الأَفْضلُ
بالنِّسْبة للهَدْيِ الدَّفْعُ للبَنْك أَمْ ذَبْحُها؟
الجوابُ: إِذَا ترَك
المَبِيْتَ بمُزْدَلِفَةَ تساهُلاً منه وهو مُتمكِّنٌ من المَبِيْتِ لكِنْ ترَكه
مِن باب التَّساهُل، فهذا عليه فِدْيَةٌ؛ لأَنَّه ترَك واجبًا من واجبات الحجِّ،
فعليه أَنْ يرجعَ إِلَى مُزْدَلِفَةَ ليَبِيْتَ فيها إِذَا أَمْكنه ذلك، أَمَّا
إِنْ كان ترَك المَبِيْتَ لأَنَّه لم يتمكَّنْ منه لعُذْرٍ مِن الأَعْذار التي
مَنَعَتْه مِن المَبِيْتِ بمُزْدَلِفَةَ، فهذا ليس عليه شيءٌ، وذَبْحُه للهَدْيِ
بنفسه أَفْضلُ مِن دَفْعِ قِيْمتِه للبَنْك ليَذْبَحَه بالوكالة عنه والتَّوكِيلُ
في ذَبْحِه جائِزٌ.
مَنْ بَاتَ خارجَ مُزْدَلِفَةَ بسببِ الزِّحام
السُّؤَال (556): ما حُكْمُ مَنْ
بَاتَ خارجَ مُزْدَلِفَةَ بسبب شِدَّةِ الزِّحام؟
الجوابُ: مُزْدَلِفَةُ لا
تَضِيْقُ بالنَّاس، ليس فيها زِحامٌ لأَنَّ النَّاس يجلسون فيها جلوسًا ولا
يتضايقون فيها أبدًا، وما ذُكِرَ أَنَّ مُزْدَلِفَةَ ضَاقَتْ بالنَّاس، ليس
بصحيحٍ؛ لأَنَّ النَّاسَ يُنظِّمون أَنْفُسَهم في مُزْدَلِفَةَ وعَرَفَاتٍ، ولو
أَنَّهم في مِنًى نظَّموا أَنْفُسَهم ما ضاقت مِنًى، فالخَلَلُ إِنَّما يَأْتي مِن
قِبَلِ النَّاس، وأَمَّا الأَمْكنةُ فإِنَّ اللهَ وسَّعها وبارَك فيها، فهي
مباركةٌ، لكنَّ تصرفاتِ النَّاس هي التي تُغيِّر الأَحْوالَ، فهؤلاءِ ليس لهم
عُذْرٌ لأَنَّ مُزْدَلِفَةَ لا تضيق أبدًا، فإِذَا كانوا تركوا المَبِيْتَ
بمُزْدَلِفَةَ يكون عليهم فِدْيَةٌ، كلُّ واحدٍ يذبح شاةً في مَكَّةَ يُوزِّعُها
على الفقراءِ، وإِذا لمْ يستطعْ يَصُومُ عَشَرَةَ أَيَّامٍ.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد