وإنَّما حَقُّهُ
علينا صلى الله عليه وسلم الإقرارُ بِرسالتِهِ ظاهرًا وباطنًا والنُّطقُ بِذلكَ
والمُتابَعَةُ له صلى الله عليه وسلم ومَحَبَّتُهُ صلى الله عليه وسلم أشَدَّ
مِمَّا نُحِبُّ أنفُسَنا وأولادَنا ووالدَيْنا والنَّاسِ أجمَعِينَ، وأن
نُتابِعَهُ صلى الله عليه وسلم ولا نَرتكِبَ البِدَعَ والمُخالفاتِ الَّتِي نَهَى
عنها، وإنما نَتَّبِعُ هذا الرَّسُولَ صلى الله عليه وسلم في كُلِّ عباداتِنا،
قالَ الله تعالى: ﴿
لَّقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ لِّمَن
كَانَ يَرۡجُواْ ٱللَّهَ وَٱلۡيَوۡمَ ٱلۡأٓخِرَ وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِيرٗا ﴾ [الأحزاب: 21]. مِن حَقِّهِ علينا المُتأَكِّدُ
الصَّلاةُ والسَّلامُ عليهِ، قالَ الله جل وعلا: ﴿ إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَٰٓئِكَتَهُۥ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِيِّۚ
يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيۡهِ وَسَلِّمُواْ تَسۡلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].
وقال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاَةً وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا» ([1]). وَقَالَ صلى الله عليه وسلم: «صَلُّوا عَلَيَّ حَيْثُ مَا كُنْتُمْ؛ فَإِنَّ صَلاَتَكُمْ تَبْلُغُنِي» ([2]). هذا مِن حَقِّهِ صلى الله عليه وسلم علينا، وكذلك مِن حَقِّهِ علينا أنْ نَسألَ اللهَ لَهُ الوسيلةَ بَعدَ الأذانِ، قالَ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ سَمِعَ الْمُؤَذِّنَ، فَقَالَ مِثْلَ مَا يَقُولُ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ صَلِّ، وَسَلِّمْ عَلَى مُحَمّدٍ اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ وَالصَّلاَةِ الْقَائِمَةِ آتِ مُحَمَّدًا الْوَسِيلَةَ وَالْفَضِيلَةَ وَابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الَّذِي وَعَدْتَهُ حَلَّتْ لَهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ» ([3]). والوَسِيلةُ مَنزِلَةٌ عاليةٌ في الجَنَّةِ لا تكونُ إلاَّ لعبدٍ مِن عبادِ اللهِ، قالَ صلى الله عليه وسلم: «وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا ذَلِكَ» ([4]).
([1])أخرجه: مسلم رقم (384).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد