6- درسٌ في فَرْضيَّة أركانِ الإسلام
بسمِ اللهِ الرَّحمن
الرَّحيم، الحمدُ للهِ ربِّ العالمين وصلَّى اللهُ وسلَّم على نبيِّنا محمدٍ وعلى
آلِه وأصحابِه أجمعين.
قال اللهُ تعالى: ﴿ فِيهِ ءَايَٰتُۢ
بَيِّنَٰتٞ مَّقَامُ إِبۡرَٰهِيمَۖ وَمَن دَخَلَهُۥ كَانَ ءَامِنٗاۗ وَلِلَّهِ عَلَى ٱلنَّاسِ حِجُّ ٱلۡبَيۡتِ مَنِ ٱسۡتَطَاعَ إِلَيۡهِ
سَبِيلٗاۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ ٱلۡعَٰلَمِينَ ﴾ [آل عمران: 97].
الحجُّ فريضةٌ وهو
رُكنٌ من أركانِ الإسلامِ قال صلى الله عليه وسلم: «بُنِيَ الإِْسْلاَمُ عَلَى
خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وأَنَّ محمدًا رسولُ الله،
وَإِقَامِ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَصِيَامِ رَمَضَانَ، وَحَجِّ
الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا» ([1])، هذه أركانُ
الإسلام:
أوَّلُهما
الشَّهادتان: شهادةُ أنْ لاَ إلهَ إلاَّ اللهُ وشهادةُ أنَّ محمَّدًا رسولُ الله،
الشَّهادةُ الأُولى للهِ بالوَحدانيةِ تعني: إخلاصَ العباداتِ وجميع الدِّينِ للهِ
واجتنابَ الشِّركِ بجميعِ أنواعِه، وشهادةُ أنَّ محمدًا رسولُ اللهِ تعني
الاعترافَ برسالةِ محمَّد صلى الله عليه وسلم، وتَعني اتِّباعَه والاقتداءَ به،
فهو المُبلِّغُ عن الله سبحانه وتعالى، وهو قُدوةُ المسلمين وإمامُهم، فلا يفعلون
شيئًا إلا وقد فعلَه صلى الله عليه وسلم أو أمَرَ به أو أقرَّ عليه من فَعلَه،
ومَا لم يكُن من سُنَّتِه صلى الله عليه وسلم قولاً أو فِعلاً أو تقريرًا فإنَّه
يُجتَنَبُ وليسَ هو من دِينِ الله، بل هو من دِينِ الشَّياطين، وهو بدعةٌ وكلُّ
بدعةٍ ضَلالة.
قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» ([2]).
([1])أخرجه: البخاري رقم (8)، ومسلم رقم (16).
الصفحة 1 / 698
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد