11- درسٌ في تَتِمَّةِ وجوبِ إِتْمام الحجِّ والعمرةِ لله
بسم الله الرحمن
الرحيم، الحمد لله ربِّ العالمين وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا مُحَمَّدٍ وعلى
آله وأَصْحابِه أَجْمعين.
قال الله تعالى: ﴿ وَأَتِمُّواْ ٱلۡحَجَّ
وَٱلۡعُمۡرَةَ لِلَّهِۚ فَإِنۡ أُحۡصِرۡتُمۡ فَمَا ٱسۡتَيۡسَرَ مِنَ ٱلۡهَدۡيِۖ
وَلَا تَحۡلِقُواْ رُءُوسَكُمۡ حَتَّىٰ يَبۡلُغَ ٱلۡهَدۡيُ مَحِلَّهُۥۚ فَمَن
كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوۡ بِهِۦٓ أَذٗى مِّن رَّأۡسِهِۦ فَفِدۡيَةٞ مِّن صِيَامٍ أَوۡ صَدَقَةٍ أَوۡ نُسُكٖۚ فَإِذَآ أَمِنتُمۡ فَمَن تَمَتَّعَ بِٱلۡعُمۡرَةِ إِلَى ٱلۡحَجِّ فَمَا
ٱسۡتَيۡسَرَ مِنَ ٱلۡهَدۡيِۚ فَمَن لَّمۡ يَجِدۡ فَصِيَامُ ثَلَٰثَةِ أَيَّامٖ فِي ٱلۡحَجِّ وَسَبۡعَةٍ إِذَا رَجَعۡتُمۡۗ تِلۡكَ عَشَرَةٞ
كَامِلَةٞۗ ذَٰلِكَ لِمَن لَّمۡ يَكُنۡ أَهۡلُهُۥ حَاضِرِي ٱلۡمَسۡجِدِ
ٱلۡحَرَامِۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ ﴾ [البقرة: 196].
تقدَّم الكلام على
أَوَّلِ هذه الآيةِ وهو قوله تعالى: ﴿ وَأَتِمُّواْ ٱلۡحَجَّ وَٱلۡعُمۡرَةَ لِلَّهِۚ ﴾ [البقرة: 196]
ووقفنا عند قوله تعالى: قَال َ تَعَالَى: ﴿ فَإِنۡ أُحۡصِرۡتُمۡ فَمَا ٱسۡتَيۡسَرَ مِنَ ٱلۡهَدۡيِۖ وَلَا
تَحۡلِقُواْ رُءُوسَكُمۡ حَتَّىٰ يَبۡلُغَ ٱلۡهَدۡيُ مَحِلَّهُۥۚ فَمَن كَانَ
مِنكُم مَّرِيضًا أَوۡ بِهِۦٓ أَذٗى مِّن رَّأۡسِهِۦ فَفِدۡيَةٞ مِّن صِيَامٍ أَوۡ صَدَقَةٍ أَوۡ نُسُكٖۚ فَإِذَآ أَمِنتُمۡ فَمَن تَمَتَّعَ بِٱلۡعُمۡرَةِ إِلَى ٱلۡحَجِّ فَمَا
ٱسۡتَيۡسَرَ مِنَ ٱلۡهَدۡيِۚ ﴾ [البقرة: 196].
والإِحْصار هو: المنع ﴿﴿ فَإِنۡ أُحۡصِرۡتُمۡ ﴾ [البقرة: 196].
أي: مُنِعْتُمْ من
إِتْمامِ الحجِّ والعمرةِ، بأَنْ عرَض عليكم عدوٌّ حالَ بينكم وبين الوصول إلى
البيت، أو أصابكم مرَضٌ لا تستطيعون المُضِيَّ معه إلى البيت. هذا هو الإحصار،
والإحصار في الأصل: الحَبْسُ، ﴿﴿ فَإِنۡ أُحۡصِرۡتُمۡ ﴾ [البقرة: 196]. أي: حُبِسْتُمْ من الوصول إلى البيت بعد
الإِحْرام بالعمرة أو الحجِّ، كما حصَل للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وأَصْحابِه
عامَ الحُدَيْبِيَّةِ فإنهم جاؤُوا مُحْرِمين بالعمرةِ ومعهم الهَدْيُ ساقوه من
الْمَدِيْنَةِ فمنَعهم الكُفَّارُ من الوصول إلى البيت.
الصفحة 1 / 698
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد