10- درس في وجوب إتمام الحج والعمرة لله
بسم الله الرحمن
الرحيم، الحمد لله ربِّ العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبيِّنا محمد وعلى
آله وأصحابه أجمعين.
قال الله تعالى: ﴿ وَأَتِمُّواْ ٱلۡحَجَّ وَٱلۡعُمۡرَةَ لِلَّهِۚ فَإِنۡ أُحۡصِرۡتُمۡ
فَمَا ٱسۡتَيۡسَرَ مِنَ ٱلۡهَدۡيِۖ وَلَا تَحۡلِقُواْ رُءُوسَكُمۡ حَتَّىٰ
يَبۡلُغَ ٱلۡهَدۡيُ مَحِلَّهُۥۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوۡ بِهِۦٓ أَذٗى مِّن رَّأۡسِهِۦ فَفِدۡيَةٞ مِّن صِيَامٍ أَوۡ صَدَقَةٍ أَوۡ نُسُكٖۚ فَإِذَآ أَمِنتُمۡ فَمَن تَمَتَّعَ بِٱلۡعُمۡرَةِ إِلَى ٱلۡحَجِّ فَمَا
ٱسۡتَيۡسَرَ مِنَ ٱلۡهَدۡيِۚ فَمَن لَّمۡ يَجِدۡ فَصِيَامُ ثَلَٰثَةِ أَيَّامٖ فِي ٱلۡحَجِّ وَسَبۡعَةٍ إِذَا رَجَعۡتُمۡۗ تِلۡكَ عَشَرَةٞ
كَامِلَةٞۗ ذَٰلِكَ لِمَن لَّمۡ يَكُنۡ أَهۡلُهُۥ حَاضِرِي ٱلۡمَسۡجِدِ
ٱلۡحَرَامِۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ ﴾ [البقرة: 196].
هذه آيةٌ عظيمةٌ
ذكَر الله جل وعلا فيها جُمْلةً من أَحْكام الحج بدأها بقوله تعالى: ﴿ وَأَتِمُّواْ ٱلۡحَجَّ
وَٱلۡعُمۡرَةَ لِلَّهِۚ ﴾ [البقرة: 196]
والإتمام معناه: الإِكْمال، أي: أكملوا مناسك الحج وأكملوا مناسك العمرة، والإكمال
يتكون من شيئين:
أولاً: إكمال
الأفعال، أفعالِ الحج وأفعالِ العمرة وأقوالِها.
ثانيًا: أَنْ
تُؤدََّى هذه الأَفْعالُ وهذه الأَقْوالُ في الحجِّ والعمرةِ على وفق سُنَّة رسول
الله صلى الله عليه وسلم وذلك بأن يُؤَدَّي مناسكُ الحجِّ بأركانه وواجباتِه
وسُنَنِه، على وفق سُنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا يمنع المحرم من
الخروج من إحرامه؛ لأنه إذا أحرم لزمه المضيُّ وإِكْمالُ المناسك، إِلا إذا أُحصر
كما في آخر الآية، فإذا أُحْصِرَ يعني: مُنِعَ من الوصول إلى البيت فهذا له حُكْمٌ
سيأتي إن شاء الله، أَمَّا ما دام أنه متمكن من المضي والذهابِ إلى البيت،
والإِتْيانِ بالمناسك، فإنه يجب عليه ذلك، ولا تبرأ ذمته إلا
الصفحة 1 / 698
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد