3- درسٌ في فضائلِ البيتِ العَتيق
بسمِ اللهِ
الرَّحمنِ الرَّحيم، الحمدُ للهِ ربِّ العالمين وصلَّى اللهُ وسلَّم على نبيِّنا
محمدٍ وعلى آلِه وأصحابِه أجمعين.
قال اللهُ سبحانه
وتعالى: ﴿
وَإِذۡ جَعَلۡنَا ٱلۡبَيۡتَ مَثَابَةٗ لِّلنَّاسِ وَأَمۡنٗا ﴾ [البقرة: 125].
لمَّا فَرَغ
إبراهيمُ من بناءِ هذا البيتِ الذي أمرَه اللهُ جل وعلا ببنائِه، أخبَر سبحانه
وتعالى أنَّه جعلَ هذا البيتَ بيتًا مُباركًا، قال تعالى: ﴿ إِنَّ أَوَّلَ بَيۡتٖ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكٗا وَهُدٗى لِّلۡعَٰلَمِينَ ٩٦ فِيهِ ءَايَٰتُۢ بَيِّنَٰتٞ مَّقَامُ إِبۡرَٰهِيمَۖ وَمَن دَخَلَهُۥ
كَانَ ءَامِنٗاۗ وَلِلَّهِ عَلَى ٱلنَّاسِ حِجُّ ٱلۡبَيۡتِ مَنِ ٱسۡتَطَاعَ إِلَيۡهِ
سَبِيلٗاۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ ٱلۡعَٰلَمِينَ ﴾ [آل عمران: 96- 97]. فجعلَه اللهُ مُباركًا أنزَل فيه
البركةَ إلى يومِ القيامة، ومن بركاتِه أنَّه جعلَه مثابةً للنَّاسِ وأمنًا.
مثابةً قيل معناه:
أنَّ من زَارَه حاجًّا أو مُعتمِرًا أنَّه يرجِعُ بالثَّوابِ العظيم، يعني: جعلَه
محلًّا لنَيلِ الثَّوابِ من اللهِ جل وعلا. وقيل مثابة: أي مَرجِعًا يَرجِع
النَّاسُ إليه، كُلَّما ذهبوا عادُوا إليه يَتردَّدون عليه ولا يَشبَعون منه، فلا
تجِدُ أحدًا من المسلمين حجَّ هذا البيتَ أو اعتمرَ إلاَّ وهو يَحِنُّ له كلَّ
سنةٍ وكلَّ وقت، يَودُّ أنْ يرجِعَ إليه؛ لأنَّ اللهَ جل وعلا جعلَ المحبَّةَ في
القلوب، فقلوبُ المسلمين مُعلَّقةٌ به ولا يَشبَعون منه.
وأَمنًا: أنزلَ اللهُ
الأمنَ في رحابِه من دَخَله كان آمِنًا، فجعَلَ اللهُ له حَرَمًا من حولِه يَأمنُ
من دَخَله، حتَّى الطُّيور تَأمَنُ فيه لا يُنَفَّر صَيدُه وحتَّى الشَّجر والكَلأ
الذي يَنبُتُ فيه لا يُكسَر ولا يُعضَّد يعني: لا يُقطَع. فإذا كان هذا في حَقِّ
الجماداتِ والحيواناتِ أنَّها تَأمنُ فبنوا آدم من بابِ أولى.
الصفحة 1 / 698
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد