×
دروس وفتاوى الحج

5- درسٌ في تَتمَّةِ تفسيرِ قولِه تَعَالى: ﴿ وَأَذِّن فِي ٱلنَّاسِ بِٱلۡحَجِّ يَأۡتُوكَ رِجَالٗا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٖ [الحج: 27].. الآيات

بسمِ اللهِ الرَّحمن الرَّحيم، الحمدُ للهِ ربِّ العالمين وصلَّى اللُه وسَّلم على نبيِّنا محمدٍ وعلى آلِه وأصحابِه أجمعين.

كنا في الدَّرسِ السَّابقِ مع قولِه تعالى: ﴿ وَأَذِّن فِي ٱلنَّاسِ بِٱلۡحَجِّ يَأۡتُوكَ رِجَالٗا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٖ يَأۡتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٖ ٢٧ لِّيَشۡهَدُواْ مَنَٰفِعَ لَهُمۡ وَيَذۡكُرُواْ ٱسۡمَ ٱللَّهِ فِيٓ أَيَّامٖ مَّعۡلُومَٰتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّنۢ بَهِيمَةِ ٱلۡأَنۡعَٰمِۖ فَكُلُواْ مِنۡهَا وَأَطۡعِمُواْ ٱلۡبَآئِسَ ٱلۡفَقِيرَ [الحج: 27- 28]، ووقفْنَا عند هذا الحَد،﴿ وَيَذۡكُرُواْ ٱسۡمَ ٱللَّهِ فِيٓ أَيَّامٖ مَّعۡلُومَٰتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّنۢ بَهِيمَةِ [الحج: 28].. وذلك أنَّ من جملةِ مناسكِ الحَجِّ ذَبحَ الهَدْي للمُتمتِّع والقارِنِ وللمُتطوِّع؛ لأنَّه قُربةٌ إلى اللهِ وعبادة، والهَدْيُ سواءً كان واجبًا بالتَّمتُّعِ أو بالقِرانِ أو كان واجبًا بالجُبْرانِ عن تَركِ واجبٍ أو فِعلِ محظورٍ أو كان تَطوُّعًا فهو على أربعةِ أنواع:

النَّوع الأوَّل: ما وجَبَ للمُتمتِّع والقارِن وهذا نُسكٌ من مناسكِ الحَج.

الثَّاني: ما وجَب جزاءً عن تَرْكِ واجبٍ أو فِعلِ محظورٍ من مَحظُوراتِ الإحرام.

الثَّالث: ما وجَبَ بالنَّذر.

الرَّابع: ما تَطوَّع به الإنسان.

أمَّا النَّوعُ الأوَّل: وهو ما وجَب نُسُكًا من هَدْي التَّمتُّع والقِران فهذا 


الشرح