25- درسٌ في الحثِّ على الاستغفارِ
وذِكرِ اللهِ في ختامِ المناسك.
بسمِ اللهِ
الرَّحمنِ الرَّحيم، الحمدُ للهِ ربِّ العَالمين وصلَّى اللهُ وسلَّم على نبيِّنا
محمدٍ وعلى آلِه وأصحابِه أجمعين.
قال اللهُ تعالى: ﴿ فَإِذَا قَضَيۡتُم
مَّنَٰسِكَكُمۡ فَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ كَذِكۡرِكُمۡ ءَابَآءَكُمۡ أَوۡ أَشَدَّ
ذِكۡرٗاۗ فَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَآ ءَاتِنَا فِي ٱلدُّنۡيَا
وَمَا لَهُۥ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِنۡ خَلَٰقٖ ٢٠٠ وَمِنۡهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَآ ءَاتِنَا فِي ٱلدُّنۡيَا حَسَنَةٗ وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِ حَسَنَةٗ وَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ ﴾ [البقرة: 200- 201].
في هذه الآياتِ
يَذكُرُ اللهُ جل وعلا ما يَختِمُ به المسلمُ أداءَه المناسكَ في الحَجِّ، وذلك
بِذكرِ اللهِ سبحانه وتعالى؛ فإنَّ الذِّكرَ مَشروعٌ في كلِّ وقتٍ وفي كلِّ حال،
ولكن يُشرَعُ في ختامِ العباداتِ أكثر فتُختَم العباداتُ بذِكرِ اللهِ جل وعلا؛
ليكونَ مكملاً لنَقصِها ويكونَ زيادةً فيها، فاللهُ سبحانه وتعالى يقول: ﴿ فَإِذَا قَضَيۡتُمُ
ٱلصَّلَوٰةَ فَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ قِيَٰمٗا وَقُعُودٗا وَعَلَىٰ جُنُوبِكُمۡۚ ﴾ [النساء: 103]. ويقولُ
سبحانه وتعالى: ﴿
فَإِذَا قُضِيَتِ ٱلصَّلَوٰةُ فَٱنتَشِرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ
وَٱبۡتَغُواْ مِن فَضۡلِ ٱللَّهِ وَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ كَثِيرٗا لَّعَلَّكُمۡ
تُفۡلِحُونَ ﴾ [الجمعة: 10].
وتُختَمُ العباداتُ
بذِكرِ اللهِ والاستغفارِ؛ فإنَّ الاستغفارَ من ذِكرِ الله، بل هو من أعظمِ أنواعِ
الذِّكر، تُختَم به العباداتُ من حجٍّ وغيرِه، والاستغفارُ معناه: طلبُ المغفرة؛
لأنَّ الإنسانَ وإنْ أدَّى العبادةَ فإنَّه يَحصُل منه تقصيرٌ فيها، فيَحتاجُ إلى
أن يُكمِلَ ذلك بالاستغفارِ عمَّا حصَل منه من خَللٍ ونَقْص، ولذلك كان النبيُّ
صلى الله عليه وسلم إذا سلَّم من صلاةِ الفريضةِ يقول: أستغفرُ الله، أستغفرُ
الله، أستغفرُ الله ثلاثَ مرَّات.
الصفحة 1 / 698
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد