20- درسٌ في بيان المناسك
التي تُؤَدَّى في يوم الحجِّ الأَْكْبَرِ «يوم العيد»
بسم الله الرحمن
الرحيم، الحمد لله ربِّ العالمين وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا مُحَمَّدٍ وعلى
آله وأَصْحابِه أَجْمعين.
فإِنَّ هذا اليومَ
يومٌ عظيمٌ مباركٌ، وهو يوم الحجِّ الأَكْبرِ، كما سمَّاه الله سبحانه وتعالى،
وسُمِّيَ يومَ الحجِّ الأَكْبرِ؛ لأَنَّه تُؤَدَّى فيه أَكْثرُ مناسكِ الحجِّ،
ففيه رَمْيُ جَمْرَةِ الْعَقَبَةِ، وفيه ابتداءُ وقتِ ذبحِ الهَدْيِ، وفيه ابتداءُ
وقتِ حَلْقِ الرَّأْس، وفيه طوافُ الإِفَاضة، فلمَّا كانت هذه المناسكُ كلُّها
يستحبُّ أَنْ تُؤَدَّى في هذا اليوم سُمِّيَ يومَ الحجِّ الأَكْبرِ. والحجُّ
الأَكْبرُ يخرج به الحجُّ الأَصْغرُ وهو: العُمْرَةُ، فالعُمْرَةُ حجٌّ أَصْغرُ،
وهذا هو الحجُّ الأَكْبرُ.
وكذلك هذا اليومُ -
يومُ عِيْدِ الأَضْحَى - بالنِّسْبة للأَمْصار فهو بالنِّسْبة للحُجَّاج يومُ
الحجِّ الأَكْبرِ، وبالنِّسْبة لأَهْل الأَمْصار هو يومُ عِيْدِ الأَضْحى، الذي
فيه ابتداءُ وقتِ ذبحِ القرَابين للهِ عز وجل، فتُذْبَحُ فيه الأَضَاحِي لغير
الحُجَّاج، ويُذْبَحُ فيه الهَدْيُ للحُجَّاج فهو يومٌ مباركٌ، وكذلك قَدَرًا في
هذه السَّنة فضيلةٌ ثالثةٌ لهذا اليومِ وهي أَنَّه يومُ الجُمُعَةِ، فهو يوم
تجمَّعت فيه الفضائِلُ.
النُّسُكُ
الأَْوَّلُ: الحُجَّاج في هذا اليوم يرمون جَمْرَةَ العَقَبَةِ، وهي الجمرةُ الكبرى
الأَخيرةُ ممَّا يلي مَكَّةَ، يرميها بسبع حصياتٍ متعاقباتٍ، يُكبِّر مع كلِّ
حصاةٍ، ويبدأُ وقتُ الرَّمْيِ من منتصف اللَّيل -ليلةَ النَّحْر- ويستمرُّ الوقتُ
المختار إلى الغروب، يبقى وقتُ الضَّرورة لمَنْ لم يتمكَّن من الرَّمْي في
النَّهار فإِنَّه يرمي بعد الغروب.
الصفحة 1 / 698
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد